كل إنسان يختار مكانته وقدرته عند الله عز وجل، بيده أن يكون مع الصالحين الطيبين، وبيده والعياذ بالله، أن يكون مع غيرهم، لكن وبما أننا مسلمون، مؤمنون، موحدون بالله، فإننا نتعشم في الله أن يكتبنا مع السعداء.
لكن علينا أيضًا الاختيار في الدرجة التي نكون عليها، إذ يروى أنه سئل أحدهم: من هو السعيد ومن هو الأسعد ؟.. فقال: السعيد: من كان مع الله ... أما الأسعد: فهو من كان الله معه .. ولكن عزيزي المسلم عليك أن تبذل الأولى ، حتى ترزق الثانية.. لذا عليك دائمًا أن تسأل الله عز وجل الهداية التي لن تأتى إلا إذا أحسنت الاستعانة والعبادة به سبحانه.
قال تعالى: « وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ » (التغابن: 11).
كن مع الله تفز
إذن الفوز كل الفوز، والنجاة منتهى النجاة، في سبيل واحد فقط، وهو أن تكون مع الله، وضمن فريقه، تسعد وتصل لأعلى مراتب السعادة لاشك، واعلم يقينًا أن أجمل وأفضل طرق السعادة، تلك التي تأتي من طريق الله عز وجل.
قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (النحل: 97).
فالسعادة لو كانت في المال، فما أكثره الأغنياء، وكثير منهم مهموم طوال الوقت، ولو كانت في الصحة، ما اشتكى صاحب جسد ممشوق وقويم، من الفقر أو قلة ذات اليد، وإنما السعادة الحقيقية هي التي تنبع من عند الله عز وجل، لأنها تعني الرضا والمسامحة، وراحة البال.
تعريف السعادة
لا يدرك السعادة إلا من استشعرها، فما بالنا، بمن عايشها لحظة بلحظة، في القرب من خير الخلق صلى الله عليه وسلم.
فها هو سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه يعرف السعادة عندما لازم خير الخلق، محمدًا صلى الله عليه وسلم، ومما رواه عنه في ذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس».
لذا ما أجمل السعادة أن تأتي من انشراح الصدر، قال الله سبحانه وتعالى : « فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ » (الأنعام: 125).