أزمة انتشار فيروس كورونا الأخيرة، على الرغم من صعوبتها بشكل عام على البشرية، إلا أنها كشفت عن معدن عظيم، ألا وهو ومعدن الإنسانية، وأن هناك ما يربطنا ببعض، بعيدًا عن رابط الدين، وهو رابط الإنسانية.
وفي ذلك يقول الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: «إن لم يكن أخوك في الدين.. فهو أخوك في الإنسانية ».. فقد خلق الله تعالى الناس كافة من أصل واحد، يقول المولى عز وجل: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ»، (12 سورة المؤمنين)، كما تكفل سبحانه وتعالى برزقهم جميعًا.
قال تعالى: «وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا
كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ» (هود: 6)، ومن ثم فالبشر جميعًا أخوة فى الإنسانية لاشك.
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربى على أعجمى ولا لعجمى على عربى ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أى يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، ثم قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: ثم قال: أى بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم، ـ قال: ولا أدرى قال: أو أعراضكم أم لا ـ كحرمة يومكم هذا، فى شهركم هذا، فى بلدكم هذا، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليبلغ الشاهد الغائب».