قالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "مجرد الخوف من الإصابة بفيروس كورونا ليس مسوِّغًا للإفطار"، في إشارة إلى أن صيام رمضان لا يمثل خطرًا على الإنسان.
وشهدت الفترة الماضية جدلاً حول فرضية الصيام بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا، والآثار الجانبية للصيام على المصاب بالفيروس الذي يصيب الجهاز الرئوي، ويدمره.
إذ أفتى البعض بجواز الامتناع عن الصيام حال شعر بخطورة على صحته في ظل انتشار الوباء، على افتراض أن المصاب لا يعرف إصابته إلا بعد فترة تتجاوز 14 يوما من ظهور أول أعراض الإصابة بهذا الفيروس، في الوقت الذي قال فيه الأزهر إن الصيام واجب وفرض، على كل مسلم قادر ومعافى، لطالما أنه لم يصب بهذا الفيروس، ولم تظهر عليه أعراضه.
وأفتت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بوجوب الصوم خلال شهر رمضان، مؤكدة عدم وجود دليل علمي حتى الآن على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد اجتماع عقدته اللجنة، بحضور أطباء وممثلين عن منظمة الصحة العالمية لبحث تداعيات فيروس كورونا ومدى تأثيره على صيام شهر رمضان.
اقرأ أيضا:
هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟وحول حكم الأخذ برخصة الفطر في نهار رمضان للمريض بفيروس كورونا؟
قال المجمع إن إن المريض الذي يصاب بفيروس كرونا، والذي عُرف عنه شدة الفتك بالمريض، يخضع لرأي الطبيب القائم على علاجه، فإذا طالبه الطبيب بالفطر فلا يسع المريض إلا تنفيذ أمره، والفطر في رمضان، لأن مرضه من المرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويخاف معه الهلاك، وهو يحتاج إلى تناول العلاج الدائم وغير ذلك مما يقرره الأطباء، ولا يجوز لهذا المريض أن يرفض الأخذ بهذه الرخصة الواجبة التي شرعها الله تعالى له، بناء على أن النفوس حق الله وهي أمانة عند المكلفين، فيجب حفظها ليستوفي الله حقه منها بالتكليف.
كما أنه على الإنسان أن يُدرك أن فضل الله كبير ورحمته واسعة، فالإﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤًﺎ، ﺛﻢ ﻣﺮﺽ أو تقدم به السن ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ على الصيام فأخذ بالرخصة، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ أجر ما كان يفعل حال صحته ﻛﺎﻣﻼً، وهو ما أكده النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقوله: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".