اجعلوا النصيب الأوفى من صلة الرحم للوالدين
صلة الرحمِ أمرٌ يَستَوجِبُ الطاعةَ، وقطيعتها نهي إلهي يستوجِبُ الكَفَّ والامتناعَ
وجَّه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الثلاثاء، عددًا من الوصايا الهامة للأمة الإسلامية التي تتعلق بصلة الأرحام.
وجاءت وصايا الطيب في رسالته الثانية عشر عبر برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب" كالآتي:"يوصينا القرآن الكريم بصلة الرحم ويحذر من قطعها، ومنه قوله تعالى "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ * أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها"، والخطاب في تلك الآية موجه لمن أعرض عن أوامر الله بما يؤدي إلى تمزق الأسر وتشريد ذوي الأرحام"
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟"إنَّ الدرسَ الذي نَستخلصُه من الآياتِ الكريمةِ التي تحثنا على صلة الرحم وتتوعد قاطعها هو أنَّ جريمةَ «قطع الرحم» تكادُ تُعادِلُ جريمةَ الفسادِ في الأرضِ بكل بَشاعتِها، وبكلِّ ما يَنتجُ عنها من حروبٍ وهلاكٍ وتدمير"
"اعلموا أنَّ صلةَ الرحمِ ليست مجرَّدَ فضيلةٍ من الفضائلِ؛ للمُسلمِ أن يفعلَها فيُثاب عليها، أو يتركها فلا يُعاقب عليها، وشيءٌ من هذا الفهمُ الخاطئُ لايزالُ ينتشرُ بين كثيرينَ وكثيراتٍ ممَّنْ يستهينونَ بصلةِ الأرحامِ، وتهونُ عليهم قطيعتها، والحقيقةُ التي يجبُ علينا أن نتوقف عندها هي أنَّ صلةَ الرحمِ أمرٌ من أوامر الشريعة يَستَوجِبُ الطاعةَ، وقطيعتها نهيٌ إلهيٌّ يستوجِبُ الكَفَّ والامتناعَ، فهي مَناطُ الثوابِ أو العقابِ يومَ القيامةِ"
" حذَّرَ النبيُّ -ﷺ- من الوقوعِ في هذا الإثم الكبير فقالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِم». وقال في حديثٍ آخَرَ: «لا يَدخُلُ الجنَّةَ مُدْمنُ خمرٍ، ولا مصدِّقٌ بسحرٍ، ولا قاطعُ رحمٍ». وأخبَرَ -ﷺ- أنَّ أبوابَ السماءِ مُغلَقةٌ في وجهِ قاطعِ الرحمِ.. وأنَّ عقوبته يُعجِّلُ اللهُ له منها في الدنيا مع ما يدَّخرُه له في الآخرةِ من البغي والقطيعةِ"