ويشير الداعية الإسلامي إلى الجزاء الذي يلقاه العبد من الله تعالى جزءًا على ما فعله، قائلاً: "لن يشكرك شكرًا عاديًا، يجب أن يكون الشكر أضعافًا مضاعفة {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } (فاطر30)، فطالما هناك كلمة شكور يجب أن تجد كلمة زيادة مع القرآن، {...وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } (الشورى23)، {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ...} (يونس26)، أهل الجنة {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } (ق35 )، {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً...}".
وفسر خالد ارتباط الشكر بالزيادة، قائلاً: "الله يعلمك أن الشكر دائمًا معه الزيادة.. "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، ومعنى الشكور أنه يعطيك على العطاء القليل الثواب الكبير اللانهائي.. فيجازي الشيء اليسير بالعطاء اللانهائي له، فأنت مهما بذلت له في الدنيا كم يساوي ذلك في عطائه لك الجنة".
وضرب أمثلة توضيحية على ذلك، متسائلاً: هل تستطيع بخمس جنيهات تشتري فيلا في الساحل الشمالي وعمارة في المهندسين وسيارة من أحدث طراز، الله يجازي بالكثير على القليل:" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت"، فما أعده الله من نعيم مقيم نظر ما نقدمه من طاعات لا يقارن.
وتابع خالد في سياق شرحه التبسيطي للمسألة: "تخيل لو أنك أعطيت ابنك 10 جنيهات، وقلت له لو تصدقت بثلثها فقط سأعطيك مكافأة عظيمة فاشترى لك بدلة بـ 300 جنيه، يعجبه الأمر فيأخذ منك المال يستمتع بثلثيه ويتصدق بالثلث ويأتيك فرحًا فتقول له خذا المكافأة.. هذا هو معنى الشكور أنه يجازي على القليل بالكثير".
وعدد "خالد" من نماذج شكر الخالق لعباده: يشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة.. "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي".. يشكر عبده فيثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى.. لما احتمل يوسف في السجن، شكر له ذلك بأن مكنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.. لا يتركك تفعل شيئًا إلا شكرك عليه .. يشكرك حتى على نيتك.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الدنيا لأربع نفر: الأول آتاه الله مالاً وعلمًا فهو ينفق هذا المال في سبيل الله، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا، فهو يقول لو أن لي من المال مثل فلان لأنفقته في سبيل الله، يقول النبي: فهما في الأجر سواء".اقرأ أيضا:
بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)والبرنامج هو عبارة عن رحلة روحية تلامس الروح وتخاطب العقل يعيشها الداعية الإسلامي مع ستة من الشباب والفتيات من مختلف الثقافات والجنسيات يجمعهم حب الله، يرتحلون في أجواء روحية عالية تبرز جمال الكون وعظيم خلق الله في 30 حلقة، كل حلقة تدور حول اسم من أسماء الله الحسنى وتجليات هذا الاسم في الكون للارتقاء بالأخلاق ومهارات الحياة، للوصول إلى منزلة الإحسان.
وتدور حلقات البرنامج عن معنى الإحسان، وكيف نحققه في عبادتنا لله تعالى، وفي معاملاتنا الحياتية مع بعضنا البعض حتى نتقن أعمالنا، إذ لا يقتصر على علاقة العبد بربه فقط، وإن كان هذا هو الأصل كما يبين الحديث: "أن تعبد الله كأنك تراه"، لكن المراد أن نفعّل الإحسان في كل شيء.
ويحكي "خالد" في حلقات البرنامج، قصته مع عدد من الشباب والفتيات الذين لهم تجارب روحية جعلتهم يرتقون بأنفسهم وعلاقتهم بالله، ليؤكد على حقيقة أن الإحسان صورة طبيعية وواقع يمكن أن نعايشه.
ويوضح أن الهدف الذي يسعى البرنامج إلى تحقيقه يأتي من خلال تحريك الخيال الروحي، والعيش بأسماء الله الحسنى، التي تعد البرنامج العملي التنفيذي للشعور برؤية الله، قائلاً: "أسماء الله الحسنى تحرك الخيال الروحي لتصل لإحساس كأنك تراه".
اقرأ أيضا:
بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى اللهاقرأ أيضا:
بالفيديو.. عمرو خالد: أروع طريقة تتصالح بها وتغير صورتك أمام ربنا (الفهم عن الله - 2)