أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

تحنث بعهودك ثم تدعو ولا يستجاب لك؟.. هذا هو أثر الوفاء بها

بقلم | أنس محمد | الاثنين 11 مايو 2020 - 11:07 ص

 

يحنث أحدنا بعهوده مع الله ومع الناس، فلا يمر يوم إلا وعاهد الله على ألا يعود لذنب أبدًا فيرجع ويذنب، ويعاهد هذا على زيارته ولم يفعل، وعاهد هذا على أن يسد له ديونه المتأخرة ولم يفعل، وعاهد ذاك على أن يلبي دعوته في أمر ولم يي، في الوقت الذي يظن هذا الحانث بعهوده أن العهد مادة للكذب والاستهزاء، وليس عنوانًا لسلوك وأخلاق المؤمن والشعرة الفاصلة بين الإيمان والنفاق.

فالوفاء بالعهد قرين الصدق ونتيجة طبيعية من نتائجه، وثمرة يانعة من ثمراته الكثيرة، وخلق إسلامي أصيل يدل على صحة الإيمان وصدق الإسلام، ووردت في تأصيله والحض على التحلي به نصوص كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ». (المائدة:1) و«وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً».(الإسراء: ٣٤ ) .

فما يليق بالمسلمين إذا قطعوا عهداً على أنفسهم أن يتنصلوا منه، بل يجب عليهم الوفاء به،«وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ».(النحل: ٩١).

وقد مقت الإسلام المتلاعبين بعهودهم ووعودهم، : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ».(الصف: ٢-٣) لقد

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» متفق عليه.في رواية لمسلم «وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم».

فحسن إسلام المرء ليس في القيام بالعبادات فحسب، وإنما بانفعال نفسه بتعاليم الإسلام وأخلاقه الرفيعة وقيمه العليا أيضاً، بحيث لا يصدر عنها إلا ما يرضي الله عز وجل، فلا إخلاف بالوعد، ولا خيانة للعهود والمواثيق في حياة المسلم الصادق، لأن ذلك كله منافٍ لأخلاق الإسلام وأهله، ولا يوجد إلا في أخلاق المنافقين والمنافقات.

فالإسلام هو دين الوفاء بالعهود، والمسلم إذا قال كلمة، أو وعد وعداً، أو أعطى عهداً أو أقسم قسماً فالواجب الذي يحتمه عليه دينه أن يصدق في حديثه، وأن ينجز وعده، ويفي بعهده، ويبر بقسمه، حتى يكون من المؤمنين.

و من لم يحافظ على هذه الأخلاق التي أمر بها القرآن والسنة دخل في زمرة المنافقين الذين تكذب أفعالهم أقوالهم،وينافي سلوكهم مقتضى إيمانهم، وحمل القرآن بشدة على الذين يتهاونون في العهود،وينقضونها بعد ميثاقها، «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». (آل عمران: ٧٧).

واعتبر النبي صلى الله عليه وسلم نقض العهد من شعب النفاق، وخصال المنافق الأساسية «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها» وذكر منها: «إذا عاهد غدر» متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو.

 

وفي قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ [المائدة: 1].

قال السعدي: (هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان بالوفاء بالعقود، أي: بإكمالها، وإتمامها، وعدم نقضها ونقصها. وهذا شامل للعقود التي بين العبد وبين ربه، من التزام عبوديته، والقيام بها أتمَّ قيام، وعدم الانتقاص من حقوقها شيئًا، والتي بينه وبين الرسول بطاعته واتباعه، والتي بينه وبين الوالدين والأقارب، ببرهم وصلتهم، وعدم قطيعتهم، والتي بينه وبين أصحابه من القيام بحقوق الصحبة في الغنى والفقر، واليسر والعسر، والتي بينه وبين الخلق من عقود المعاملات، كالبيع والإجارة، ونحوهما، وعقود التبرعات كالهبة ونحوها، بل والقيام بحقوق المسلمين التي عقدها الله بينهم في قوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] بالتناصر على الحقِّ، والتعاون عليه والتآلف بين المسلمين وعدم التقاطع.

فهذا الأمر شامل لأصول الدين وفروعه، فكلُّها داخلة في العقود التي أمر الله بالقيام بها)  .

 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة، يُرفع لكلِّ غادرٍ لواءٌ، فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان)) .

اقرأ أيضا:

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

الكلمات المفتاحية

الوفاء بالعهد الحنث بالعهود الكذب

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يحنث أحدنا بعهوده مع الله ومع الناس، فلا يمر يوم إلا وعاهد الله على ألا يعود لذنب أبدًا فيرجع ويذنب، ويعاهد هذا على زيارته ولم يفعل، وعاهد هذا على أن