أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

هل الإكثار من الصدقات وإطعام الطعام يمكن أن يكون بديلاً عن الصلاة والصيام؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 06 ابريل 2023 - 09:53 م

 

يظن الكثير من المبتلين بالمعصية رغم قدرتهم على العبادة أن كثرة الإنفاق ربما تغني عن الصلاة والصيام، فيقيمون الموائد الرمضانية، ويطعمون الطعام، ويوزعون الحبوب واللحوم على الفقراء، إلا أنهم لا يصومون ولا يصلون، معتقدين أن هذا يكفي، وأنهم ليسوا في حاجة للعبادة طالما أنهم مقتدرين يستطيعون تعويض عبادتهم بتبرعاتهم.

قال الله تعالى في سورة (آل عمران): "مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117)".

وضرب الله الأمثال في القرآن الكريم لتقريب الحقائق إلى الأذهان، وتوضيح الأفكار المجردة، وجعلها أقرب ما تكون إلى ما هو واقع ومحسوس. 

وفي هذه الأية الكريمة ضرب الله مثلاً لإنفاق الكافرين، فقال: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون} (آل عمران:117).

 فهذا مثل من جملة أمثال ضربها الله ليبين حقيقة أعمال الكافرين، وأن أعمالهم لا تعدل في ميزان الله شيئاً، وبالتالي فهو تحذير للمسلمين والمؤمنين بأن عليهم الالتزام بكامل الإيمان والقيام بالطاعات حتى تكتمل دائرة إيمانهم.

 

اقرأ أيضا:

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

قال ابن القيم: "هذا مثل ضربه الله تعالى لمن أنفق ماله في غير طاعته ومرضاته، فشبه سبحانه ما ينفقه هؤلاء من أموالهم في المكارم والمفاخر وكسب الثناء وحسن الذكر لا يبتغون به وجه الله، وما ينفقونه ليصدوا به عن سبيل الله، واتباع رسله عليهم الصلاة والسلام بالزرع الذي زرعه صاحبه، يرجو نفعه وخيره، فأصابته ريح شديدة البرد جداً يحرق بردها ما يمر عليه من الزرع والثمار، فأهلكت ذلك الزرع وأيبسته".

وأوضح الشيخ محمد عبده أن "الريح المهلكة مثال للمال الذي ينفقه الكفار في لذاتهم وجاههم، ونشر سمعتهم، وتأييد كلمتهم، فيصدهم عن سبيل الله، وإن العقول والأخلاق الحسنة التي هي أصل جميع المنافع هي مثال الحرث، أي إن المال الذي ينفقونه هو الذي أفسد أخلاقهم، وأهلك عقولهم بما صرفها عن النظر الصحيح، ولفتها عن التفكر في عواقب الأمور".

فتبين الآية الكريمة أن أعمال الكافرين مهما كان ظاهرها الصلاح، فإنها لا قيمة لها عند الله، من جهة أنها أعمال صادرة من أناس كفروا بالله؛ وبالتالي فهي فاقدة لعنصر الإيمان، ولا قيمة لعمل في ميزان الشرع إذا كان فاقداً لهذا العنصر.  

وشرحت الآية أن سبب إصابة حرث الذين كفروا إنما هو ظلمهم، فهو الذي سلط عليهم الريح المذكورة حتى أهلكت زرعهم وأيبسته، فظُلْمُهم هو الريح التي أهلكت أعمالهم ونفقاتهم وأتلفتها. والله لم يظلمهم حين لم يتقبل نفقاتهم، بل هم تسببوا في ذلك؛ إذ لم يؤمنوا؛ لأن الله سبحانه جعل الإيمان شرطاً في قبول الأعمال، فلما أعلمهم بذلك وأنذرهم، لم يكن عقابه بعد ذلك ظلماً لهم.

ومن هنا يتقرر أن لا جزاء على بذل، وأن لا قيمة لعمل إلا إذا ارتبط بمنهج الإيمان، وكان باعثه حب الله وطاعته.

وقال العلماء إن الوصف الذي خُتم به المثل في الآية "يشعر بأن الجوائح قد تنـزل بأموال الناس من حرث ونسل عقوبة على ذنوب اقترفوها...ولا يعارض ذلك ما ثبت من الأسباب الطبيعية لها؛ لأنه لا يُستنكَر على البارئ الحكيم، الذي وضع سنن ارتباط الأسباب بالمسببات في عالم الحس، أن يوفق بينها وبين سننه الخفية في إقامة ميزان القسط في البشر لهدايتهم إلى ما به كمالهم من طريق العلوم الحسية التي يستفيدونها من النظر والتجربة، ومن طريق الإيمان بالغيب الذي يرشد إليه الوحي الإلهي".

وأضاف العلماء أن الذين كفروا قد يَمدُّ لهم الله تعالى من فضله، ويغدق عليهم من نعمه، فينفقون في هذه الدنيا الشيء الكثير على لذائذهم وشهواتهم وعلى بطانتهم وأعوانهم، بل وربما يعطون المحتاجين، أو ينشئون المؤسسات الخيرية التي تخدم مصالحهم وأهدافهم...وهذا الإنفاق بوجوهه كافة لا طائل منه في ميزان العدل الإلهي؛ لأنه صادر من كفار غارقين في كفرهم، أو منافقين متلونين بنفاقهم. وقد جاء في الحديث أن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت: يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: (لا ينفعه، إنه لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)، رواه مسلم.


الكلمات المفتاحية

الصدقة الصيام الصلاة رمضان

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يظن الكثير من المبتلين بالمعصية رغم قدرتهم على العبادة أن كثرة الإنفاق ربما تغني عن الصلاة والصيام، فيقيمون الموائد الرمضانية، ويطعمون الطعام، ويوزعون