أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من حِكَم الصيام.. الرحمة» فما أعظم شهر الصيام الذي يجعل الغنيَّ يشعر بالفقير! والقويَّ يرحم الضعيف!.
وأوضح "الأزهر للفتوى، في بيان له عبر صفحته الرسمية أن الصيام تركٌ لشهوات النفس، وشعورٌ بألم الجوع والعطش؛ وما ذلك إلا لتربية المسلم علىٰ الرحمة واللين مع الآخرين، وتذكيره بالمحتاجين؛ حتىٰ يكون المجتمع كله لُحمةً واحدة، كمثل الجسد الواحد كما أخبر سيدُنا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حين قال: «تَرَىٰ المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَىٰ عُضْوًا تَدَاعَىٰ لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّىٰ» .
والرحمة خلق نبويٌّ كريم، ومطلب إلهيٌّ من المؤمنين. قال تعالىٰ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟وتابع: الرحمة في الإسلام عامة وشاملة، تشمل الناس أجمعين، بل وتشمل كل كائن حي؛ من الحيوان والطير والزرع، وأدلة ذلك لا تخفىٰ علىٰ أحد.
واختتم المركز بيانه بهذه الجُمَل الرائعة للعلامة الأديب مصطفىٰ صادق الرافعي؛ وقال: «من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ من الألم، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم، إذ يبالغ أشد المبالغة، ويدقق كل التدقيق، في منع الغذاء شبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث؛ فهما طريقتان كما ترى: مبصرة وعمياء وخاصة وعامة، وعلىٰ نظام وعلىٰ فجأة.
ومتىٰ تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي علىٰ المادة؛ فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول: "أعطني" ثم لا يسمع منه طلبًا من الرجاء، بل طلبًا من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعانيه، كما يواسي المبتلىٰ من كان في مثل بلائه». [وحي القلم (2/ 58)].
اقرأ أيضا:
4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك اقرأ أيضا:
"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟