أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

أحمد الزاهد.. ابن الخليفة الذي ترك حياة القصور وعمل أجيرًا.. هكذا بكاه الرشيد

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 26 مايو 2020 - 09:46 م

 علم من أعلام الزهد، وتعتبر قصة حياته من أعجب القصص في تاريخ الزاهدين ، ففي الوقت الذي كان بإمكانه أن يعيش مترفً منعمًا في قصر به كل وسائل الرائعة والمتعة  آثر أن يعيش عيشة الكفاف ليس عنده إلا قليل من قوت يومه، وقد فرغ قلبه وجسده لعبادة الله مقبلًا على الآخرة راجيًا رحمة ربه.

كان هو من أولئك الذين تسمو هممهم إلى هذا الأفق الرفيع صنف مميز، وطراز فذ في دنيا الناس، أنعم الله عليهم ببلوغ القمة ، فعاشوا محلقين في الأفق الرحيب، أفق عزة الإيمان، وبرد اليقين، أفق نور التقوى الذي أضاء جنبات نفوسهم، وكشف حجب الظلمة عن قلوبهم، فغدوا، مستنيرين، مستبصرين، لا يصرفهم عن طريق آخرتهم صارف، ولا يخدعهم عما عرفوا من الحق خادع.

إنه الزاهد الورع أحمد بن الخليفة هارون الرشيد ، هو من هذا الطراز الرفيع من الرجال، فما قصته؟ وكيف عاش بعيدًا عن أضواء خلافة والده التي بهرت الخافقين، وجبي إليها خراج المشرقين والمغربين، وخطب ودها كل عظيم في الدول والممالك التي عاصرتها؟.

يوم عمل لقوت الأسبوع


عاش أحمد  بن هارون الرشيد زاهدا، عابدًا، لا يأكل إلا من عمل يده، وكان يعمل فاعلًا، أجيرًا في الطين، رأس ماله مجرفة يجمع بها التراب، وزنبيل (قفة) يحمل بها ما جمع، ليجعله طينا، ثم يستعمله في الأغراض التي يصلح لها.

كان يعمل يومًا واحدًا في الأسبوع -وهو يوم السبت فسمي بأحمد السبتي- ويحصل على أجر مقداره درهم ودانق (جزء من الدرهم) ثم يقبل على العبادة بقية أيام الأسبوع، بحسب الكاتب محمد يوسف الجاهوش.

قيل: إن أمه زبيدة، وصحح ابن كثير (في البداية والنهاية، ج/ 10 ص 191) أنه ابن امرأة كان الرشيد قد أحبها وتزوجها قبل توليه الخلافة، ويبدو أن ذلك لم يكن عن أمر والده أو مشورته، فلما حملت منه بأحمد هذا أرسلها إلى البصرة، وأعطاها خاتمًا من ياقوت أحمر، وأشياء نفيسة، وأمرها إذا أفضت إليه الخلافة أن تأتيه، وكان الرشيد يتابع أخبارها، ويرسل إليها ما يصلح حالها، وبلغه أنها وضعت مولودًا سمته أحمد. فلما صارت الخلافة إليه لم تأته، ولا ولدها، بل اختفيا، وبلغه أنهما ماتا، ولم يكن الأمر كذلك، وفحص عنهما، فلم يطلع منهما على خبر، وكان أحمد يعمل بيده ويأكل من كد يده.


بغداد عاصمة الترف


رجع أحمد إلى بغداد، وما أدراك ما بغداد! إنها حاضرة العالم، وعاصمة العواصم، لم يكن لها نظير في الدنيا: في جلالة قدرها، وفخامة أمرها، وكثرة علمائها وأعلامها، وتميز خواصها وعوامها، وعظم وكثرة دروبها ودورها، ومنازلها وشوارعها، ومساجدها، وحماماتها، وخاناتها، وطيب هوائها، وعذوبة مائها، وبرد ظلالها واعتدال صيفها وشتائها، وصحة ربيعها وخريفها. أقبلت الدنيا على أهلها برخائها ونعيمها، ومباهجها ومسراتها، ورغدها، وفتنتها حتى لكأن الدنيا كلها في بغداد، ولكأن بغداد هي الدنيا كلها، وأكثر ما كانت عمارة وأهلًا في زمن الرشيد.

فأين عاش ابن خليفة بغداد، وهو يرى الدنيا مازالت تتحدث عن عظمته وزاهي عيشه؟

عاش عاملًا يعمل في الطين يوم السبت، ليقتات وأمه مما يكسبه طوال أيام الأسبوع، ولا يذكر للناس من هو، ولا من يكون، عاش راضيًا مسرورًا، لا يسعى في الدنيا إلا إلى مرضاة ربه، وكسب رضى والدته، التي وافقته على ما أراد، ولم تفصح عن أمرها، احتراما لرغبة ولدها.


ماتت الأم  وتركت  الخاتم لابنها


أتى القدر المحتوم، وبلغت أمه أجلها الذي أجله الله لها، وقبل أن تفيض روحها إلى بارئها أعطت الخاتم الذي وهبها الرشيد إلى ولدها، ولفظت أنفاسها الأخيرة في حجرة ضيقة، ليس فيها من متاع الدنيا ما تقع عليه العين.

لم يغير شيئا مما نشأ عليه، فهو في عمل يوم السبت، وفي انقطاع إلى الطاعة والعبادة بقية الأيام.

لم تذكر لنا المصادر كم دام على هذه الحال، غير أن ابن كثير في البداية والنهاية ذكر أنه قد اتفق مرضه في دار من كان يستعمله في الطين، وأن الرجل كان كريمًا معه، فأشرف على تمريضه ورعايته حتى اللحظات الأخيرة من حياته.


وصية أحمد إلى والده الرشيد


لما اشتد به المرض وحضره أمر الله تعالى أخرج الخاتم، وقال لصاحب المنزل: اذهب إلى الرشيد، وقل له: صاحب هذا الخاتم يقول لك: إياك أن تموت في سكرتك هذه، فتندم حيث لا ينفع نادمًا ندمه، واحذر انصرافك من بين يدي الله إلى الدارين، فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك، وسيصير إلى غيرك، وقد بلغلك خبر من مضى، قال: هذا وفاضت روحه إلى خالقها، وذلك في عام 184هـ.

باشر الرجل تجهيزه ودفنه، وهو لا ينفك عن التفكير فيما رأى وسمع، ترى من يكون هذا الرجل؟وما سر هذا الخاتم الذى أعطاني؟ وما الذي سيحصل إذا ما أبلغت الخليفة بذلك؟

أسئلة حائرة، ليس ثمة ما يهدي إلى جواب عن بعضها، ولا إلى إشارة تهدي إلى شيء يفك هذا اللغز الحائر المحير. ولكن الرجل في نهاية المطاف صمم أن يسعى للوصول إلى الرشيد وإبلاغ الأمانة، وليكن ما أراد الله.


هارون الرشيد يشهق حزنًا


دخل الحاجب، وأخبر الخليفة أن في الباب رجلًا من العامة يزعم أن لديه سرًا يخص أمير المؤمنين، أذن الرشيد بإدخاله، فلما دخل سأله ما حاجتك؟ وما وراءك؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين، هذا الخاتم دفعه إليَّ رجل، وأمرني أن أدفعه إليك، وأوصاني بكلام أقوله لك.

فلما نظر في الخاتم عرفه قال: ويحك: وأين صاحب هذا الخاتم؟ قال الرجل: مات يا أمير المؤمنين، وذكر له الكلام الذي أوصاه به، وأن الرجل كان يعمل بالفاعل يوما من كل جمعة بدرهم ودانق، يتقوت به سائر أيام الجمعة، ثم يقبل على العبادة.

فلما سمع الرشيد هذا الكلام قام فضرب بنفسه الأرض، وجعل يتمرغ فيها ظهرًا لبطن، ويقول: والله لقد نصحتني يا ولدي، ويشهق من شدة البكاء، ثم رفع رأسه إلى الرجل وقال: أتعرف قبره؟ قال: أنا دفنته• قال الرشيد: إذ كان العشي فائتني، فلما كان العشي ذهب به إلى قبره فجلس عند رأسه، وبكى طويلًا، حتى كاد يصبح، ثم أمر للرجل بعشرة آلاف درهم، وكتب له ولعياله رزقًا.

اقرأ أيضا:

"تركك ما لا يعنيك".. من أفضل العبادات والمجاهدة في رمضان

اقرأ أيضا:

الصوم يبلغك باب الملك.. والصدقة تدخلك عليه



الكلمات المفتاحية

أعلام الزهد أحمد بن هارون الرشيد بغداد حياة الطرف زبيدة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled علم من أعلام الزهد، وتعتبر قصة حياته من أعجب القصص في تاريخ الزاهدين ، ففي الوقت الذي كان بإمكانه أن يعيش مترفً منعمًا في قصر به كل وسائل الرائعة وال