هل للأموات طلبات أو حقوق علينا؟.. بالتأكيد لهم حقوق متعددة، لكن للأسف بتنا نغفلها، وتنسى بمجرد أن نعود لحياتنا الطبيعية، مهما كانوا أعزاء علينا في الدنيا، لكن حياتنا الشخصية تسرقنا، وننسى كل واجباتنا نحو من كان لهم أفضال كثيرة علينا..
الدعاء من أهم ما يحتاجه الميت منا، بعد وفاته، وهذا ما علمنا إياه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الدعاء لميت: «اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك، فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم».
حقوق الأموات
إذن للأموات حقوق، لا يجب أن نغفلها أبدًا، إذ يريد الأموات من الأحياء الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة ، و يريدون صدقة جارية علي أرواحهم ، وأيضا العفو من أصحاب الحقوق، والستر عليهم والسيرة الطيبة، أما ما يتمناه الميت للحي فهو الاتعاظ بأن الدنيا ماهي إلا لعب ولهو.
وأما ما يريده من المولى تبارك تعالى، سؤاله نادمًا على ما فات، ويتمنى لو يعود إلى دار الدنيا فيقول: «رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ».
عن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على جنازة: «اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقه فتنة القبر وعذاب النار».
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟الموتى الأقارب
إذا كان كل الموتى لهم حقوق علينا، فبالتأكيد الأقارب أولى بالمعروف، فلو كانوا والدين فأقصى ما يتمنوه بعد الدعاء والعمل الصالح السيرة الطيبة بحسن العمل وأن لا يفضحوا بين الأموات والأحياء فيقال عنهم بئس ما ربوا وبئس ما خلفوا .... وإن كانوا معارف وأصدقاء فيرجون حسن العمل لقبول الشفاعة فيهم يوم القيامة.
أما من سنن الدعاء للميت، فهي كثيرة، ومنها ما ذكره أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفَّهُ على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده».