في زماننا هذا، عز علينا وجود (الناس الطيبين)، لكن مهما قلوا أو ندروا ابحث عنهم في كل مكان، لا تيأس من وجودهم، فمن المؤكد أن من بيننا من هم إذا أقسموا على الله لأبرهم، ولو كانوا قليلاً، لكنهم بالتأكيد لم ينعدموا نهائيًا.
مرافقة أصحاب القلوب الرقيقة تعني التعلم منهم كيف تكون الرقة في التعامل، بينما العكس صحيح، إذا عاش إنسان ما بين أناس قلوبهم شديدة القسوة، كيف سيرق قلبه يومًا إن لم يصاحب من هم من أصحاب القلوب الرقيقة.
وحول ذلك يقول أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: «جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة».
مجالسة أهل القرآن
قد يسأل أحدهم وكيف أعلم أن هؤلاء القوم هم من أصحاب القلوب الرقيقة؟
- إذا رأيتهم اعتادوا المساجد فاعلم أن قلوبهم لازالت تنبض بالخير، تأكيدًا لحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأيتموه يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»
- إذا رأيتهم من أهل القرآن فصادقهم وصاحبهم ولا تبتعد يومًا عنهم، لأنهم بالتأكيد يقرأون ويعملون به، قال تعالى: «وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون» (الأنعام: 155 ).
- إذا رأيتهم أحبهم الناس والتفوا حولهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض.
- إذا علمت أنهم يقيمون الليل: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (السجدة: 16 - 17).
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟الرفقة الصالحة
إذا اخترت الرفقة الصالحة، فأنت تختار أصحاب السيرة العطرة والروائح الطيبة، ومن يأخذ بيدك إلى الجنة.
قال تعالى: « الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ » (الزخرف: 67).
كما روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة».