أخبار

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

من جدري الماء إلى الحصبة.. أبرز 8 أمراض يصاب بها الأطفال

كيف أجعل بيتي جنة في رمضان رغم ضيق الحال وكثرة الأعباء؟

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

بالفيديو ..د. عمرو خالد: احذر أن يسرق منك رمضان ..أيامه تنقضي سريعًا فاستغل كل لحظة فيه بالتقرب إلى الله

نصائح لمريض السكري في رمضان.. متى يضطر للإفطار؟

رمضان فرصة عظيمة لمحاسبة النفس وتهذيبها.. كيف ذلك؟

سنة نبوية رمضانية مهجورة.. من أحياها سقاه الله جرعة ماء من حوضه يوم القيامة ..وكان له مثل أجر الصائم

عادات غذائية غير صحية تضر بقدرتك على الصيام.. تجنبها في رمضان

ما حكم الاحتلام وممارسة العادة السرية في نهار رمضان؟ (الإفتاء تجيب)

كيف تكون كبيرًا بين أقرانك؟.. نصيحة نبوية لا تهملها

بقلم | أنس محمد | الجمعة 03 يوليو 2020 - 12:31 م


من أفضل مايكون عليه المرء أن يكون كبيرًا بين أقرانه وأهله وأصحابه، والإنسان يكون كبيرًا بأخلاقه وتصرفاته، وما يكنه في صدره، وما يخرج من لسانه، وليس كبيرًا بمنصبه أو ماله، لذلك تتضاعف المسئولية على الكبير بأخلاقه، تجاه خاصته من الناس، حيث يطالب بأن يكون ناصحا لهم مصلحا فيما بينهم.

يقول الله عز وجل: { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (سورة الحجرات: 9-10).

وعَنْ أَنس بِنْ مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: لأبي أيُّوبَ: أَلَّا أدلُّك عَلَى تِجَارةٍ؟". قَالَ بَلَى، قَالَ: "صِلْ بين النَّاسِ إذا تفاسَدوا وقرِّبْ بينهم إذا تباعَدُوا".

هذه النصيحة الذهبية التي أوصى بها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه رضوان الله عليهم بما يناسب كلاً منهم بحسب ما يرى فيه من المؤهلات والخصائص النفسية والخلقية والاجتماعية. فتكون وصيته في محلها أكثر نفعاً وأعظم وقعاً.

فقد عالجت هذه النصيحة بحكمتها العالية نفوس من أسديت إليهم كثيراً من العقد النفسية، وتصلح كثيرًا من السلوكيات الاجتماعية، وتصحح المسار لكل من تفرقت به السبل، وبحث عن تصحيح الطريق.

 وهذا هو أيوب الأنصاري: خالد بن يزيد بن كليب الخزرجي البخاري رضوان الله عليه يتلقى هذه الوصية من نبيه الذي غمر حبه قلبه فيجد فيها روحه وريحانه؛ لأنها من الوصايا التي يستطيع أن يقوم بتنفيذها خير قيام، بوصفه رجلاً مسموع الكلام بين المؤمنين من المهاجرين والأنصار؛ لما لبه من سوابق خير حسبت له عند الله وعند الناس.

فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي أيوب: "أَلَّا أدلُّك عَلَى تِجَارةٍ؟" تشويق له إلى ما سيوصيه به، اقتداء بقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِّن عَذَابٍ أَلِيمٍ } (سورة الصف آية: 10).

اقرأ أيضا:

بركة الطعام لاتحرم نفسك منها.. ماذا تفعل لو نسيت "التسمية" عند الإفطار؟

والتجارة نوعان: تجارة مع الله، وتجارة مع الناس.


فالمسلم الحكيم هو الذي يبتغي بعمله كله وجه الله تعالى، يبيع له نفسه وماله ويهب له أنفاسه كلها وآثاره من بعد موته، فيكون بذلك عبيداً ربانياً يتذوق حلاوة العبودية، ويستمتع بنعيمها.

ولعل من أعظم أفعال الخير والمعروف أن يوفق المسلم بين مختلفين، ويصلح بين متخاصمين، ويقرب بين متباعدين؛ فهي من التجارة التي لا تبور عند الله ولا عند الناس.

يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ" قَالُوا: بَلَى! قَالَ: إِ"صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ".

فلا يزال الناس بخير ما كان فيهم من يصلح فساد قلوبهم بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار البناء، فإذا ذهب من يدعوهم إلى الخير ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويصلح ذات بينهم، استبدت بهم الأهواء، واستعلت نار الفتن فأكلتهم جميعاً.

فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن الخصومة إذا نمت وعارت جذورها وتفرعت أشواكها، شلت زهرات الإيمان الغض، وأذوت ما يوحى به من حنان وسلام، وعندئذ لا يكون في أداء العبادات المفروضة خير، ولا تستفيد النفس منها عصمة.

كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم كل مسلم أن يتدارك هذا الخطر قبل استفحاله فيقوم مخلصاً بإصلاح ذات البين بما أوتى من علم وحكمة، وتقريب وجهات النظر بين المختلفين؛ حتى يعود إليهم ما كان بينهم من صفاء وحب، قبل أن تطيش الخصومة بألباب ذويها، فتتدلى بهم إلى اقتراف الصغائر المسقطة للمروءة والكبائر الموجبة للعنة.





الكلمات المفتاحية

نصيحة نبوية التجارة مع الله والتجارة مع الناس السلوكيات الاجتماعية

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled من أفضل مايكون عليه المرء أن يكون كبيرًا بين أقرانه وأهله وأصحابه، والإنسان يكون كبيرًا بأخلاقه وتصرفاته، وما يكنه في صدره، وما يخرج من لسانه، وليس كب