عندما يتوفي أي شخص سواء أكان من العامة أو من كبارالمسئولين فهناك عبارة يرددها الجميع بلا رواية : هيا بنا نشيعه إلي مثواه الأخيرولا يدركون أن هذا خطأ شرعي بلا جدال فالقبر ليس المثوي الأخير في كل الأحوال .
بل أن القبرمجرد برزخ بين الدنيا و الآخرة، فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير، كما قال تعالى :" فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير ".
الخطأ الشرعي في كلمة التشييع إلي مثواه الأخير ليست هوفقط من يجانب الناس الصواب في قوله من الناحية الشرعية ،ولكن هناك خطأ لغويا شائعا يقع فيه عامة الناس وخاصتهم ، فهم يطلقون هذا اللفظ علي الغث والثمين ، وعلي المؤمن وعلي غير المؤمن علي المحسن والمسيئ علي حد سواء .
ولذا شاع بين الناس القول : رحمه الله وجعل الجنة "*مثواه" ،متجاهلين أن كلمة مثوي لم ترد في القرآن الكريم في إجزائها الثلاثين وآياته جميعا الإ مرتبطة بنار جهنم ولم ترد بصحبة الجنة في أيةواحدة .
ووردت كلمة "مثوي " تسع مرات في آيات القرآن الكريم مرتبطة دائما في السياقات التسعة بنار جهنم بدأت بالأية 151في سورة آل عمران حيث قال تعالي " سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوابِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ "
وذكرت الأية في موضعها الثاني في سورة النحل وتحديدا في الآية "29": "فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖفَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ"
ولم يختلف السياق في سورة العنكبوت وفي الأية 68"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّاجَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ".
وفي سورة الزمر الأية 60وردت الأية في القرآن الكريم للمرة السادسة ،: "وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ".
في السياق ذاته وفي نفس السورة الزمر تكرر الأمر في الأية 72"بلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ".
وتكرر الأمر في سورة غافر وفي الأية 76 ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ.
ولم يختلف السياق في سورة فصلت حيث جاءت في نفس المساروفي الأية 24 وهو الارتباط بالنار "فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْۖ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ" .
وفي سورة محمد كان الورود الأخير للفظ مثوي في الأيةالتاسعة " : إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوايَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ.
لذا ينبغي علي الجميع التحيط عند ذكر لفظ "مثوي فهوليس المقر الأخير للميث فضلا عن ارتباطها دائما بالنار فلا يصح أن نبشر موتانابالنار ونحن نسأل لهم الجنة .