الوسواس القهري يعرف علي الصعيد الأكاديمي بكونه اضطرابا نفسيا يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءاً من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر،

تداعيات الوسواس القهري تتضمن أيضا أن تسيطر فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. كما يُعرّفُ الوسواسُ القهري بأنّه فِكْرٌ متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته، ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به.

ما هو الوسواس القهري؟

الواسوس القهري وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية يصيب حوالي 2.3% من الناس في مرحلة معيّنة من حياتهم، ويكون معدّل الإصابة في سنّ محدّد حوالي 1.2%، وهو اضطراب منتشر في كافّة أنحاء العالم.
من غير المألوف أن تظهر أعراض الاضطراب بعد سنّ الخامسة والثلاثين، في حين أنّ حوالي نصف الناس الذين لديهم مشاكل بسببه، كانت قد ظهرت لديهم الأعراض قبل سنّ العشرين؛ كما تتساوى نسبة الإصابة به بين الرجال والنساء.

اظهار أخبار متعلقة

ورغم خطورة الوسواس القهري الإ أن الكثيرين لا يدركون كونه مرضا حقيقيا مرتبطا باختلالات كيميائية، تحصل في الدماغ وقد تكون في بعض الأحيان وراثية، حيثُ إن هناك اضطراباً في الاتصال بين الأجزاء الأمامية في المخ وبين الأجزاء الأكثرعمقاً، والتي تفقد المرء قدرته على التحكم في بدء وتوقف الأفكار.

الوسواس القهري ومواجهة سلوكية ونفسية 

ولعل خطورة الوسواس القهري تعود إلي أن هذا المرض قد يصيب عددا كبيرا من المواطنين دون معالجة بشكل يدعو إلي ضرورة إجراء علاج نفسي للمصابين بالاضطراب الوسواسي القهري، وكذلك يتضمّن علاجا سلوكيا معرفيا وذلك بالتعرّض المتزايد لمسبّب يضمن عدم السماح للسلوك المتكرّر بالحدوث.

ومن المهم الإشارة إلي أن هناك مضاعفات عديدة للوسواس القهري قد تكون نفسية أو سلوكية منها أفكار انتحارية والتصرّف وفقا لها وإدمان على الكحول، أو مواد أخرى واضطراب آخر ذو علاقة بالقلق فضلا عن الشعور بالاكتئاب النفسي والتوتر  و اضطرابات في الأكل

من المضاعفات الأخري للوسواس القهري إمكانية التعرض لالتهاب جلد أُرَجي عقب الملامسة نتيجة لغسل اليدين بوتيرة عالية مع انعدام القدرة على العمل أو التعلّم والمعاناة من مشكلات عديدة علي الصعيد الاجتماعي بل قد يمتد الأمر علي الصعيد الديني فربما يشعر المصاب بالوسواس القهري بأنه لم يتوأضأ او توأضا وخرج منه ريح بل قد يصل الأمر الي الوسواس في الوضوء نفسه فيكرر المرء الوضوء ظنا أنه لم يتوأضأ أو يؤدي الصلوات ويعيد ظنا منه أنه لم يصل

الاعتراف بالمرض أولي خطوات العلاج

لمواجهة الوسواس القهري لأبد من حزمة من الخطوات العلاجية التي تبدأباعتراف الشخص بمرضه والتحدث مع الأطباء المختصين من أجل تشخيصه بشكل صحيح. خضوع المريض للعلاج النفسي السلوكي للتخلص من هذا المرض. الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، والتي تحتاج أحياناً إلى وقت طويل حتى يظهر مفعولها
.
في بعض الأحيان، قد تكون هنالك حاجة إلى علاج متواصل يستمر مدى الحياةمع إمكانية يكون علاج الوسواس القهري مفيدا في مساعدة المريض على التعامل مع الأعراض، مواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته.

جدير بنا التأكيد علي أن هناك نوعين من العلاج للوسواس القهري، هما العلاج النفسي والعلاج الدوائي حيث يختلف العلاج الأفضل والأنجح لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصيّ وتفضيلاته، وغالبًا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدًّا

الوسواس القهري وهزيمة الشيطان 

وعلي الصعيد الديني يمكن علاج الوسواس القهري في الصلاة عبر الالتزام بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" مع عدم الاستسلام للوسواس الذي يشكك في كل عبادة يقوم بها المسلم.

ويحتاج لمن يعاني من الوسواس القهري لإرادة حديدية و أن يمتلك القدرة علي مواجهة الشيطان والتغلب عليه و مخالفته في كل شيء فإذا جاءك وأنت تصلي مثلا ووقعت في الحيرة هل صليت 3 ركعات أم 4 فهنا خذ بالعدد الأقل وصل ركعة رابعة، لاسيما أن الاستسلام لهذا المرض أو الشيطان سيترتب عليه العديد من التداعيات السلبية ..