هل يحبني الله؟.. سؤال قد يدور في عقول غالبية الناس، وليس المسلمين فقط، وللإجابة على هذا السؤال، علينا أن نعلم من هم الذين يحبهم الله عز وجل، وهل بالفعل حددهم، وهل لهم مواصفات معينة؟.
بالتأكيد وضع الله عدة مواصفات هامة جدًا فيمن يحبهم، فهو سبحانه يكشف في كتابه الكريم أنه يحب المتقين، قال تعالى: «بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ».. فهل أنت منهم؟.. قد يكون من الصعب في هذه المرحلة أن يعتبر أحدهم نفسه أحدهم، لعدة أمور منها: بالتأكيد القليلون منا هم المحافظون على صلاة الفجر، ومراعاة الناس، والتصدق والزكاة، فبالتالي الوصول لهذه الدرجة أمرًا ليس هينًا.
هؤلاء يحبهم الله
لكي تضمن أن الله عز وجل يحبك، عليك أن تكون من الصابرين، قال تعالى: «وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ».. وللأسف كثير منا ينقم من أي عارض يتعرض له، ولا يصبر، بل يتصور أنه الوحيد الذي تعرض للبلاء وربما يصل الأمر لحد أنه ييأس وليعاذ بالله، من رحمة الله.. فكيف إذن يحب الله مثل هؤلاء؟!.
أيضًا الله عز وجل المجاهدين، وبالتأكيد المجاهدة سواء بالنفس أو المال، أو حتى بالصبر على البلاء، قليلون هم من يصلون لهذه المرحلة، قال تعالى: «نَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِۦ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَٰنٌ مَّرْصُوص».
كما أن الله عز وجل يحب المحسنين، فهل أنت منهم؟، قال تعالى: «وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ».. وبالتأكيد الأمر ليس بالسهل، فالإحسان أن تدرك الله في كل أفعالك، ومن يصل لهذه الدرجة الآن!؟.. قد تكون درجة صعبة على الجميع، إلا من رحم ربي.
اقرأ أيضا:
لو عايز ربنا يحبك وتأتيك الدنيا تحت قدمك.. تعمل مع الدنيا بهذه الطريقةبهذه الصفة يحبك الله
إذا كان كل ما سبق، من الصعب الوصول له، وبالتالي الوصول لدرجة أن يحبك الله، إذن ليس هناك من سبيل للوصول لهذه الدرجة؟.. بالتأكيد يوجد، وهي الصفة التي تناسب كل الناس في كل مكان، وهي صفة التوابين، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».. التوابون قد تكون هي الصفة الوحيدة التي من الممكن أن تكون منها، فقط حافظ على الاستغفار يوميًا وردد: «استغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه».. عسى أن يحبك الله عز وجل، ولا تنسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه، كان يستغفر الله عز وجل في اليوم سبعين مرة، فأين أنت منه عليه الصلاة والسلام؟!.