أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

كيف يمكن التوفيق المنافسة في الخيرات وحب الخير للآخرين؟

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 05 مارس 2021 - 07:40 م
كيف يمكن التوفيق بين حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقول الله تعالى: (وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بــ" سؤال وجواب" أن من آداب المسلم ما أرشد الله تعالى إليه ورسوله من أهمية الأخوة بين المؤمنين، كما قال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الحجرات/10.
وتضيف: لا تعارض بين قوله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) المطففين/26، وما ثبت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ - أَوْ قَالَ: لِجَارِهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"، رواه "البخاري" (13)، و"مسلم" (45)، واللفظ له.
وتوضح أن للعلماء في الجواب عن إزالة هذا التعارض آراء:
الأول: أن الحديث في أمور الدنيا، والآية في أمور الآخرة. انظر: "صحيح مسلم" بشرح الأبي والسنوسي(1/ 244).
الثاني: وقيل إن المراد بذلك: محبة الخير، على جهة العموم والإجمال، دون تفاصيل ما يطلبه المرء لنفسه من الخيرات. قال ابن الجوزي رحمه الله: "إن قيل: كيف يتصور هذا وكل أحد يقدم نفسه فيما يختاره لها، ويحب أن يسبق غيره في الفضائل، وقد سابق عمر أبا بكر؟ فالجواب: أن المراد حصول الخير في الجملة. واندفاع الشر في الجملة، فينبغي للإنسان أن يحب ذلك لأخيه كما يحبه لنفسه، فأما ما هو من زوائد الفضائل وعلو المناقب فلا جناح عليه أن يوثر سبق نفسه لغيره في ذلك." انتهى من "كشف المشكل من حديث الصحيحين" .
أما الثالث: فإنَّ هذا أمر بالازدياد من الطاعة، وأن التنافس يبعث على المشاركة في الخير، والحديث عام في أمور الدنيا والآخرة، فالمؤمن لا يكره أنَّ أحدًا يُشارِكُه في ذلك، بل يُحِبُّ للناس كُلِّهم المنافسةَ فيه، ويحثُّهم على ذلك، وهو من تمام أداءِ النَّصيحة لأهل الإيمان.
وقال ابن رجب" في "جامع العلوم والحكم" (1/ 327 - 335) بتصرف: "المقصودُ أنَّ مِن جملة خِصال الإيمانِ الواجبةِ: أنْ يُحِبَّ المرءُ لأخيه المؤمن ما يحبُّ لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه، فإذا زالَ ذلك عنه، فقد نَقَصَ إيمانُهُ بذلك.
وتبين أن هذا كُلُّه إنَّما يأتي من كمالِ سلامةِ الصدر من الغلِّ والغشِّ والحسدِ، فإنَّ الحسدَ يقتضي أنْ يكره الحاسدُ أنْ يَفوقَه أحدٌ في خير، أو يُساوَيه فيه؛ لأنَّه يُحبُّ أنْ يمتازَ على الناسِ بفضائله، وينفرِدَ بها عنهم، والإيمانُ يقتضي خلافَ ذلك، وهو أنْ يَشْرَكَه المؤمنون كُلُّهم فيما أعطاه الله من الخير، من غير أنْ ينقص عليه منه شيء.
وفي الجملة: فينبغي للمؤمن أنْ يُحِبَّ للمؤمنينَ ما يُحبُّ لنفسه، ويكره لهم ما يكره لِنفسه، فإنْ رأى في أخيه المسلم نقصاً في دينه اجتهدَ في إصلاحه.
 ومع هذا كُلِّه، فينبغي للمؤمن أنْ يحزنَ لفواتِ الفضائل الدينية، ولهذا أُمِرَ أنْ ينظر في الدين إلى مَنْ فوقَه، وأنْ يُنافِسَ في طلب ذلك جهده وطاقته، كما قال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمتَنَافِسُونَ) ولا يكره أنَّ أحداً يُشارِكُه في ذلك، بل يُحِبُّ للناس كُلِّهم المنافسةَ فيه، ويحثُّهم على ذلك، وهو من تمام أداءِ النَّصيحة للإخوان.
قال الفضيلُ: إنْ كُنتَ تحبُّ أنْ يكونَ الناسُ مثلَك، فما أديتَ النَّصيحة لأخيك، كيف وأنت تحبُّ أنْ يكونوا دونك؟!
يشير إلى أنَّ أداء النَّصيحة لهم: أنْ يُحبَّ أنْ يكونوا فوقَه، وهذه منزلةٌ عالية، ودرجةٌ رفيعةٌ في النُّصح، وليس ذَلِكَ بواجبٍ، وإنَّما المأمورُ به في الشرع أنْ يُحبَّ أنْ يكونوا مثلَه، ومع هذا فإذا فاقه أحدٌ في فضيلة دينية، اجتهد على لَحاقه، وحزن على تقصير نفسه، وتخلُّفِهِ عن لحاق السابقين، لا حسداً لهم على ما آتاهُم الله من فضله - عز وجل -، بل منافسةً لهم، وغبطةً وحزناً على النَّفس بتقصيرها وتخلُّفها عن درجات السابقين.
وينبغي للمؤمن أنْ لا يزال يرى نفسَه مقصِّراً عن الدَّرجات العالية، فيستفيد بذلك أمرين نفيسين: الاجتهاد في طلب الفضائل، والازدياد منها، والنظر إلى نفسه بعينِ النَّقص.
وينشأ مِنْ هذا: أنْ يُحِبَّ للمؤمنين أنْ يكونوا خيراً منه؛ لأنَّه لا يرضى لَهم أنْ يكونوا على مثلِ حاله، كما أنَّه لا يرضى لنفسه بما هي عليه، بل يجتهد في إصلاحها، وقد قالَ محمدُ بنُ واسع لابنه: أمَّا أبوكَ، فلا كثَّرَ الله في المسلمين مثلَه.
فمن كان لا يرضى عن نفسه، فكيف يُحبُّ للمسلمين أنْ يكونوا مثلَه مع نصحه لهم؟ بل هو يحبُّ للمسلمين أنْ يكونوا خيراً منه، ويحبُّ لنفسه أنْ يكونَ خيراً ممَّا هو عليه." انتهى. وينظر أيضا ".

الكلمات المفتاحية

فعل الخيرات التنافس في الخير حب الآخرين\ حب الخير للغير

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled كيف يمكن التوفيق بين حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقول الله تعالى: (وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ال