أخبار

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

حتى تنال البركة وتأخذ الأجر.. ابتعد عن هذه الأشياء عند الطعام

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

"فلله العزة جميعًا".. "الشعراوي" يرد على مزاعم المستشرقين

بقلم | فريق التحرير | الثلاثاء 30 مارس 2021 - 03:08 م


{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ} (فاطر: 10)


يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


التأبِّي على الرسالات تأبٍّ على أن يكون المؤمن الذي يُكلَّف بتكليفات تِبَعاً لرأي غيره وطَوْع أمره، والرسول ما جاء إلا ليقول لنا (افعل كذا) و (لا تفعل كذا)، وبعض الناس يرى في هذه الطاعة خَدْشاً لكرامته وعزته، فهو يريد أنْ يكون الأعلى الذي لا يأمره أحد ولا ينهاه، وهؤلاء الذين تتحدث عنهم الآية يريدون أن تكون لهم العِزَّة في نفوسهم.

والحق - سبحانه وتعالى - هنا يُصحِّح لهم معنى العزة ويُبيِّن غباءهم، فيقول سبحانه: { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ } [فاطر: 10] أي: العزة الحقيقية لا المدَّعاة: { فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً } [فاطر: 10] فالعزة الحقيقية ألاَّ تكون مغلوباً ولا مقهوراً لأحد، وهذه العزة لا وجودَ لها إلا في رحاب الله، فمهما بلغ الإنسانُ في الدنيا من القوة والجبروت لا بُدَّ أنْ يُغلب، ولا بُدَّ أنْ يقهره الموت، فإنْ كنتَ مغرماً بعزة لا تزول، فهي من جنب الله.

لذلك فالله تعالى يُعلِّمنا الحكمة، فيقول: { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ }[الفرقان: 58] يعني: أنا أعلم بك وأعلم بضعفك، وأنك في حاجة إلى مَنْ تتوكل عليه ليقضي لك الأمور التي فوق طاقتك، فإياك أنْ تلجأ إلى غيري، فأنا الباقي الذي لا يموت، فإنْ توكلْتَ على ضعيف مثلك، فربما مات قبل أنْ يقضى لك حاجتك، كذلك مَنْ أراد العزة فليكُنْ في حضن الله يعتزُّ بِعزَّته، ويتقوَّى بقوته، ومَنْ كان في حضن الله يخلع الله عليه من صفاته ويفيض عليه.

درس النبي 


لذلك سيدنا رسول الله يعطينا هذا الدرس، " وهو في الغار، ومعه الصِّدِّيق - رضي الله عنه - فيقول الصِّديق: يا رسول الله، لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيقول سيدنا رسول الله وهو واثق بربه: " يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما " " وحكى عنه القرآن قوله: { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا }[التوبة: 40].

فهذه الطمأنينة التي ملأتْ قلب رسول الله منشؤها معية الله له ولصاحبه، وهذه المعية تقتضي أنْ يخلع الله عليهما من صفاته سبحانه، فإذا كان تعالى لا يُرى، فمَنْ كان في معيته كذلك لا يُرى.

الرد على المستشرقين 


ومعنى { ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً } [فاطر: 10] يعني: كل ألوان العزة، وهذه المسألة من المسائل التي تكلَّم فيها المستشرقون، يلتمسون فيها مأخذاً على كلام الله، يقولون: إن الله يقول { فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً } [فاطر: 10] وفي آية أخرى: { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ }[المنافقون: 8].

ولا تعارض بين الآيتين؛ لأن العزة في الأصل لله، وعِزَّة الرسول من التحامه بالعزيز، وعزة المؤمنين من التحامهم بعزيز العزيز، فهي عزة موصولة من الله تعالى لمَنِ اعتزَّ به، وأول مَنِ اعتزَّ بالله رسوله، ثم المؤمنون به.

ثم يقول سبحانه: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } [فاطر: 10] دائماً نخاطب الله على جهة العلو، مع أنه سبحانه في كل مكان، وليس له مكان، لذلك يحتج البعض على هذه المسألة فيقول: كيف أن الله ليس له مكان، وسيدنا رسول الله لما أراد الله أنْ يُكلِّمه أصعده إلى السماء السابعة؟

نقول: كان الصعود لمكان الرائي لا لمكان المرئي، فالرائي لا يرى إلا من هذا المكان، فمثلاً لو أننا سمعنا الآن ضجة خارج المسجد، وهذه النافذة التي تُطِل على هذه الضجة عالية، فماذا تفعل إنْ أردتَ أنْ تعرف ما يدور بالخارج، لا بُدَّ لك أنْ تصعد هذا العلو لترى ما يحدث، فالأحداث هي هي، لكن مكان الرائي يختلف.ومعنى { ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } [فاطر: 10] هذا وصف عام لكل كلام يدلُّ على منهج الخير، وقد أعطانا القرآن مثالاً لذلك في قوله سبحانه:
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.. }[إبراهيم: 24-25].

وقد حاول العلماء تحديد هذه الكلمة، فقالوا هي: كلمة لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله ولا قوة إلا بالله، ولكن هذا التحديد يُضيِّق المعنى الواسع الذي أراده الله تعالى منها، والأصوب أن نقول الكلمة الطيبة: كل كلام يؤدي إلى خير.


الكلم الطيب


وقوله تعالى: { وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر: 10] بعد أن تكلم سبحانه عن صعود الكلم الطيب يتكلم عن رفع العمل الصالح؛ لأن الإنسان قد يتكلم بالكلمة الطيبة دون أن تُؤدي مطلوبها، ودون أنْ يترجمها إلى عمل، وربما قالها نفاقاً مثلاً، كالذين قالوا لا إله إلا الله نفاقاً وفراراً من القتل، ومع ذلك تصعد إلى الله، فيقول الله احموه بهذه الكلمة دنياه، ولا تتعرضوا له ما دام نطق بها، إنما ليس له عليها جزاء في الآخرة؛ لأن الجزاء يتأتَّى من العمل الذي يخدم مدلول الكلمة، فالعبرة إذن بالعمل والعمل الصالح، فهو الذي يُرفع إلى الله، ويحميك في الدنيا، ويحميك في الآخرة، ويجمع لك الخيرين.

ثم يذكر الحق سبحانه وتعالى المقابل: { وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر: 10] الفعل مكر يتعدى بحرف الجر نقول: مكر بفلان ومَكَره يعني: خدعه ويتعدَّى بنفسه كما في { يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } [فاطر: 10] وأصلها يمكرون المكْرات السيئات، فهي وصف لمصدر مأخوذ من مادة الفعل مثل:{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ }[النساء: 122] أي: الأعمال الصالحات. أو مكر: فعل مكراً، فيكون المعنى: والذين فعلوا السيئات.

جزاء المكر السيء 


ثم يبين سبحانه جزاء المكر السيء: { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [فاطر: 10] لماذا؟ لأنك حين تمكر، كأنك تريد أنْ تسرق شيئاً من الله، وتظن أنه لن يدري بك، وغفلتَ أنك تُبيِّت المكر سِرًّا، وهو سبحانه يعلم السِّر والنَّجْوى، وأنك حين تمكر وحين تُبيِّت تُبيِّت على قدر إمكاناتك، وربك عز وجل كذلك يمكر ويُبيِّت على قدر إمكاناته، وقدرته تعالى: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ }[الأنفال: 30].

لذلك يبوء هذا المكر بالخسران وبالبوار، كما قال سبحانه: { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } [فاطر: 10] فهو مَكْر بائر، كالأرض البَوَار التي لا تنبت ولا تنتج، ومنه قوله سبحانه: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ }[إبراهيم: 28].

فهذا المكر الذي ظنه صاحبه ينفعه، ويرفعه على خَصْمه، ويجعل نفسه عالية عليه، إذا به يبور، ولا يؤتى ثماره، ولَيْته يبور وتنتهى المسألة، إنما ينقلب عليه ويجرُّ على صاحبه العذاب الشديد.

ومعنى { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [فاطر: 10] اللام تفيد الملكية، فهنا قلب يعني: لهم عذاب أي: استحقوه وكأن العذاب يحرص عليهم كما يحرص الإنسان على ما يملك، فهو عذاب ملازم لهم لا ينفك عنهم.




الكلمات المفتاحية

جزاء المكر السيء الكلم الطيب مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسير القرآن

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ