عزيزي المسلم، عليك أن تدري جيدًا أن وجود الذنوب في حياتك، ليس السبب في منع البركة أو التوفيق عنك، أو أن يؤثر على صلتك بالله عز وجل.. بينما الذي يرثر عليك هو عدم استغفارك و توبتك عن هذا الذنب وليس الذنب نفسه !


لكن التوبة ليست معناها أنك غير وارد أن تضعف أو تعود مجددًا لنفس الذنب .. بينما التوبة تعني أنك في كل مرة تعود، وتتعامل على أنه ذنب جديد وتندم عليه من جديد .. العِبرة أنك لا تيأس إطلاقًا مهما حدث، وإياك إياك أن (تمل أو تزهق) أو أنك لا تعود عن هذا الذنب .. لأن الاستغفار إنما هو مفعول السحر في رفع أي بلاء مهما كان، لذلك كان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم حريصًا على مواصلة الاستغفار في اليوم لأكثر من 70 مرة، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة».

الوصال بالله

عزيزي المسلم، كن دائمًا على اتصال بالله عز وجل، في كل حالاتك لأنك مهما فعلت ليس هناك أي طريق آخر سيريحك من تعبك.. فهو يعلم يقينًا ضعفك وقدراتك و لحظات ندمك و يعلم أيضًا إذا كنت تقاوم أم لا أم تعودت على الذنب والعياذ بالله .. وهل وأنت تقع في الذنب تكون في حالة ضيق أم سعيد ولا تهتم بنتائجه عليك.. فهو (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) .. يعلم أسرارك التي تخبيها والأخفى منها التي هي بواطن نفسك التي قد لا تعرفها أنت شخصياً عن نفسك !


لهذا فإن مداومة ذكر الله بأي كيفية فيها اعتراف منك بضعفك أمام قوة الله و عظمته ولطفه ومغفرته و رحمته .. و إقرار منك أنك تلجأ له و تحتاجه دائمًا في كل تفاصيل حياتك .. حينها ستدرك الطمأنينة في كل أحوالك و لن تفصلها عن لحظات ضعفك و ذنبك .. لأنه ببساطة (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).. فبالتأكيد لا يمكن للقلوب أن تطمئن بعيدًا عن ذكر الله.

اقرأ أيضا:

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

كيف يكون الاستغفار؟

أما كيف يكون الاستغفار؟.. يكون عبر ترديد الكلمات التي تحمل معنى طلب المغفرة من الله عز وجل، لكن هناك منها من علمنا إياها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة»، وعن نافع عن ابن عمر: «إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة».