أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

تحدى عذابه فأعجب به ملك الروم وأفرج عنه وكل أسرى المسلمين

بقلم | علي الكومي | الخميس 22 ابريل 2021 - 01:48 م


ضرب المثل في التضحية من أجل دينه، وعزة نفسه، هانت عليه الحياة في مقابل صلابته التي لا تلين، هو عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، صحابي لم تهزمه أو تزعزع ثقته في الله، ألاعيب وأساليب قواد الروم في التعذيب، وقف أمامهم مثل الهرم الشامخ، ليهزم كل محاولاتهم في هز صلابته وقوة شخصيته

شهد بدرًا، ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: "سلوني عما شئتم" فقال بن حذافة: من أبي؟ فقال: "أبوك حذافة بن قيس". فقالت له أمه: ما سمعت بابن أعق منك، آمنت أن تكون أمك قارفت ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس، فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به، وكانت في عبد الله بن حذافة دعابة معروفة.

بن حذافة مع ملك الروم

عرف بن حذافة بقوة العزيمة وثباته على الدين الإسلامي أمام كل الفتن، فعن أبي رافع قال: وجه عمر جيشًا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه، فقال له ملك الروم: تنصر أشركك في ملكي فأبى فأمر به فصلب, وأمر برميه بالسهام فلم يجزع، فأنزل وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بإلقاء أسير فيها، فإذا عظامه تلوح، فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى، قال: ردوه, فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله فعجب، فقال: قبل رأسي وأنا أخلي عنك، فقال: وعن جميع أسارى المسلمين، قال: نعم, فقبل رأسه فخلى بينهم, فقدم بهم على عمر، فقام عمر فقبل رأسه.

    كان  بن حذافة مشهورًا عنه روح الدعابة العالية، فيروي عبد الله بن وهب عن الليث عن سعد قال: بلغني أنه حل حزام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع، قال ابن وهب: فقلت لليث: ليضحكه، قال: نعم كانت فيه دعابة.

وعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورًا عظامًا ثم قال: "من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا". فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول: "سلوني". فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال: من أبي؟ قال: "أبوك حذافة". ثم أكثر أن يقول: "سلوني".

 فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا فسكت. ثم قال: "عرضت عليَّ الجنة والنار آنفًا في عرض هذا الحائط فلم أرَ كالخير والشر".

بن حذافة مع كسرى

حدثت قصة أخرى لعبد الله بن حذافة مع ملك الفرس فكانت في السنة السادسة للهجرة حين عزم النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث طائفة من أصحابه بكتب إلى ملوك الأعاجم يدعهم فيها إلى الإسلام.

 انتدب النبي ستة من الصحابة ليحملوا كتبه إلى ملوك العرب والعجم، وكان أحد هؤلاء الستة عبد الله بن حذافة السهمي، فقد اختير لحمل رسالة النبي صلوات الله عليه إلى كسرى ملك الفرس.

جهز عبد الله بن حذافة راحلته، وودع صاحبته وولده، وسار وحيدًا ليس معه إلا الله، حتى بلغ ديار فارس، فاستأذن بالدخول على ملكه، وأخطر الحاشية بالرسالة التي يحملها له، عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزين، ودعا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا، ثم أذن لعبد الله بن حذافة بالدخول عليه.

  دخل عبد الله بن حذافة على كسرى الفرس، مرتديًا عباءته البسيطة، لكنه كان عالي الهامة، مشدود القامة تتأجج بين جوانحه عزة الإسلام، فما إن رآه كسرى مقبلاً حتى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال: إنما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدًا بيد وأنا لا أخالف أمرًا لرسول الله، فقال كسرى لرجاله: اتركوه يدنو مني، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده، ثم دعا كسرى كاتبًا عربيًّا من أهل الحيرة وأمره أن يفض الكتاب بين يديه، وأن يقرأه عليه فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى..".

 فما أن سمع كسرى من الرسالة هذا المقدار حتى اشتعلت نار الغضب في صدره، فاحمرَّ وجهه، وانتفخت أوداجه لأنَّ الرسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بنفسه، فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها وهو يصيح: أيكتب لي بهذا، وهو عبدي؟!! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج.

 خرج عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى وهو لا يدري ما يفعل الله له، أيُقتل أم يُترك حرًّا طليقًا؟ لكنه ما لبث أن قال: والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركب راحلته وانطلق, ولما سكت عن كسرى الغضب، أمر بأن يدخل عليه عبد الله فلم يوجد.

فلما قدم عبد الله على النبي الله صلى الله عليه وسلم أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب، فما زاد عليه الصلاة والسلام على أن قال: "مزَّق الله ملكه".

عبد الله بن حذافة مع الصحابة:

 يروي عمرو بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز قال أبو سعيد الخدري: وأنا فيهم, حتى إذا بلغنا رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت فيه دعابة, فلما كان ببعض الطريق أوقد نارًا، ثم قال للقوم: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى. قال: أفما أنا آمركم بشيء إلا فعلتموه؟ قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار، قال: فقام بعض القوم يحتجز حتى ظن أنهم واثبون فيه، فقال لهم: اجلسوا، فإنما كنت أضحك معكم, فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أمركم بمعصية منهم فلا تطيعوه".

اقرأ أيضا:

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

الكلمات المفتاحية

عبد الله بن حذافة الصحابة قصص الصحابة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ضرب المثل في التضحية من أجل دينه، وعزة نفسه، هانت عليه الحياة في مقابل صلابته التي لا تلين، هو عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي ال