" للصلاة فوائد صحية ووقائية يمكن الحصول عليها لو تم أداؤها بإخلاص وصدق "خشوع"،  أما إذا كنت تصلي بدافع الشعور بالالتزام أو من أجل تحقيق مكاسب شخصية، فقد بينت البحوث أن مثل هذه الصلاة غير مفيدة بل هي ضارة"، هذه هي احدى النتائج التي خلصت إليها دراسات وأبحاث تتعلق بالتغييرات النفسية، والبيولوجية، والهرمونية التي تحدثها الصلاة على المصلين، والآثار الايجابية التي تتركها على الصحة البدنية، والعقلية، والعاطفية.

وفي رمضان تزيد الصلاوات بالتراويح وقيام الليل، خاصة في العشر الأواخر من رمضان، لذا نعرض لكم عبر السطور التالية أهم الفوائد الصحية للصلاة بخشوع، والتي بدونها تصبح الصلاة بلا نفع لمصليها، كالتالي:

أولًا: الصلاة بخشوع تساعد على السيطرة على الألم

لعلك تتذكر عزيزي القاريء حال بعض الصحابة مع الصلاة، فهذا سيدنا عروة بن الزبير بن العوام يأمر بإمكانية بتر ساقه عند مرضه وحتمية البتر وهو قائم يصلي حتى لا يشعر بالألم، فقد كان رحمه الله إذا قام ليصلي سهى عن كل شيء وخشع وانشغل تمامًا بصلاته، وفي  دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية جرين بولينج الأمريكية، وجد المشرفون عليها أن الصلاة ساعدت على الحد من نوبات الصداع النصفي. شملت الدراسة مجموعتين، واحدة طلب من أفرادها الصلاة يوميًا لمدة 20 دقيقة من خلال تكرار عبارات روحية، مثل "سبحان الله أو الله محبة" أو غيرها من الصلوات والأذكار الروحية، وفي المقابل طُلب من المشاركين في المجموعة الثانية استخدام عبارات أخرى غير روحية، مثل "العشب أخضر" أو "الرمال ناعمة"، وبعد مضي شهر على هذا المنوال، توصل الباحثون إلى أن أولئك الذين مارسوا صلاتهم باستعمال العبارات الروحية قلت عندهم نوبات الصداع،  بالمقارنة مع أفراد المجموعة الثانية الذين استخدموا العبارات غير الروحية التي تبين أن لا جدوى منها.

ثانيًا: تحسين القدرة على ضبط النفس

إذ توصل باحثون من جامعة "كوينز" البريطانية، بالاضافة إلى دراسة ألمانية حديثة إلى أن الصلاة تساعد على التغلب على التعب الذهني، ومن ثم التحكم في النفس، وضبطها، إذ لاحظ القائمون على الدراسة الألمانية أن أولئك الذين صلوا لفترة وجيزة قبل المرور في اختبار صعب كانوا قادرين على إكماله من دون أن تبدو عليهم بوادر استنزاف على الصعيد المعرفي، مقارنة مع أولئك الذين لم يصلوا قبل اجتياز الاختبار أو أداء المهمة، إذ لم يكن فأداؤهم جيدًا.

ثالثًا: الصلاة بخشوع تدعم عمل الجينات ضد الأمراض

إذ اكتشف الباحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، أن تقنيات الاسترخاء بما فيها اليوجا، والتأمل، والصلاة المتكررة، تعمل على تنشيط عمل الجينات التي تتولى مكافحة الأمراض في الجسم، وأن زيادتها وتكرارها يفيد في ذلك،  وهذا بالتالي يساهم في الحماية من اضطرابات مختلفة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسرطان والعقم والتهاب المفاصل الروماتويدي .

رابعًا: الصلاة بخشوع تطيل العمر

فقد كشف استطلاع للرأي نشرته مجلة علم الشيخوخة، والذي شمل 4000 شخص من كبار السن، عن أن من يمارسون التأمل والصلاة،  يتعاملون بشكل أفضل مع المرض، ويعيشون لفترة أطول من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، ولهذا فمن غير المستبعد أن تكون الصلاة هي السبب لأنها تملك فوائد كثيرة من شأنها أن تعزز من الصحة البدنية والعقلية.

خامسًا: تعزيز العلاقات

ولأن الصلاة هي الدعاء، فإن صلاة ركعتين والدعاء لصديق أو عزيز بالشفاء من مرض عضال أو الخروج من محنة أو كشف كرب هو مما يوثق العلاقات، ويشعر بالرضى عن النفس لقيامها بدور جيد وإيجابي تجاه علاقاتها المهمة مع الناس.

سادسًا: الصلاة بخشوع تحسن القدرة على التعامل مع التوتر

"أرحنا بها يا بلال"، نعم ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي السياق نفسه أشارت دراسة أجريت في جامعة فلوريدا الامريكية إلى أن 96% من كبار السن يلجأون إلى الصلاة لمواجهة التوتر، وأنها كانت الصلاة العلاج الأكثر شيوعًا للشعور بالمتعة والحفاظ على الصحة النفسية،  كما وجد الباحثون أن كبار السن الذين صلوا أو استخدموا أساليب روحية أخرى كانت لديهم استراتيجيات أكثر إيجابية تعتمد على الذات.

سابعًا:  تكافح الاكتئاب

إذ أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين أدرجوا الممارسات الروحانية في نمط حياتهم كانوا أقل عرضة للاكتئاب الشديد بنسبة وصلت إلى 90%، وهكذا تفعل الصلاة بخشوع، إذ ترفع ممارسة الصلاة على هذا النحو من مستوى الناقل العصبي "الدوبامين"، المسؤول عن الشعور بالسعادة، والرضى، والايجابية، ومن ثم تعزز قدرات الشخص الإدراكية والمعرفية أيضًا مما يقي من الاصابة بالاكتئاب.

اقرأ أيضا:

اقرأ أيضا: