أجاب الدكتور محمود شلبي - أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية - على سؤال إحدى السيدات تقول فيه: "مش بقدر اصوم كل الأيام وأحيانا اضيغ الصلوات.. أعمل إيه؟".
ورد أمين الفتوى قائلا "بكثرة الاستغفار أولا، وثانياً سرعة التوبة النصوح إلى الله تعالى، وثالثاً قضاء الصوم لأنه عبادة وركن من أركان الإسلام ولا يجوز تعويضه.
واستشهد "شلبي" بالحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أفطر يوما في رمضان من غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صيام الدهر"، أي من أفطر يوما فى رمضان دون عذر لا يمكن أن يعوضه ولو صام بدلا منه عاما كاملا لأنه ركن لا يقوم الإيمان بالله بدونه.
وتابع أمين الفتوى، من خلال البث المباشر لدار الإفتاء عبر الصفحة الرسمية لها على فيسبوك، ناصحاً بوجوب قضاء الصلاة على وقتها، مع محاولة تعويض الفائتة، وعليك أيتها السائلة الكريمة المجاهدة والمثابرة والعزيمة لعدم ترك النفس إلى هواها ولا يترك نفسه للشيطان؛ انما يريد الشيطان أن يذهب عن الطاعة إلى المعصية، وعليه يجب شغل النفس دائما بالطاعة حتى لا يشغلها الشيطان بالمعصية.
كما استشهد بقول الله تعالي: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

اظهار أخبار متعلقة

أنام بجوار زوجتي بعد السحور.. فهل يبطل حضني لها صيامي؟

أرسل زوج سؤالاً يستفسر عن مدى قبول صيامه، وهو ينام بجوار زوجته بعد أن يتسحر، خصوصًا أنه يستيقظ متأخرًا، فهل لو بدا منه أي حضن لها وهو نائم من الممكن أن يبطل صيامه؟
بالتأكيد النوم بجوار الزوجة في حد ذاته لا يبطل الصيام، فقد كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، يقبل زوجاته في نهار رمضان.. وبالتالي يجوز حتى أن يقبلها لكن دون أم يمس ذلك شهوته، حيث اتفق العلماء على أنه يجوز للصائم أن يقبل امرأته ويباشرها من ضم ونحوه إذا كان يملك شهوته ولا يخشى أن يحصل له إنزال من جراء ذلك، لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لأربه».
إذن عزيزي السائل، أنت أدرى بنفسك، إذا كنت تستطيع أن تملك (إربك) أي شهوتك، فنام بجوار زوجتك، وليس هناك من حرج لو وقع الحضن بينكما أثناء النوم، لكن دون أي استثارة على الإطلاق، لأن الأمر جلل، ولو وقع المحظور كانت هناك كفارة ليست بالقليلة ولا باليسيرة.. فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال :(مالك؟) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال صلى الله عليه وسلم :(هل تجد رقبة تعتقها ؟ ) قال: لا ، قال:( فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟)، قال : لا، فقال:( فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟)، قال: لا ، قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أُتي النبي صلى الله عليه بعرق فيه تمر ـ والعرق المكتل ـ فقال: (أين السائل؟)، فقال: أنا، فقال:( خذه فتصدق به)... لكن بكل تأكيد الواجب على المسلم أن يحافظ على صومه ويصونه من كل ما يفسده بل ومن كل ما قد ينقص أجر الصيام وثوابه، وأن يعلم أن حرمة رمضان عظيمة عند الله جل وعلا ، فانتهاكها من أعظم المنكرات.
إذن ليكن شعارنا في رمضان (الاحتياط واجب)، لأننا لسنا في خلق رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وقد لا يستطيع أحدنا أن يمسك نفسه إن هو حضن زوجته، أو اقترب منها في نهار رمضان، ولا ضرر في أن يبتعد عنها وإن لزم الأمر، فليكن في مساعدتها في أعمال المنزل، أو متابعة بعضهما البعض في حفظ وقراءة القرآن الكريم، ومثل هذه الأمور التي تعين على الصوم، وليست الأخرى التي تكون سببًا في إفساد هذا الصوم.

اظهار أخبار متعلقة

هل الغسيل الكلوي يفسد الصيام؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل الغسيل الكلوي في نهار رمضان يبطل الصيام؟"، وأجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً:  "الغسيل الكلوي عبارة عن إبرة، ومحاليل وما إلى ذلك مما ينظف الدم، لا يتناول فيه المريض شيئًا عن طريق الفم، أو يدخل إلى جوفه شيء، فقط هي الشرايين هي التي تعمل، حركة الدم وما إلى ذلك، وهذا لا يفطر الصيام".
وعلى هذا، فإن المصاب بالفشل الكلوي، لو أراد أن يغسل الكلى في نهار رمضان، فلا يفسد صيامه، لماذا؟ لأننا قلنا إن الحقن الإبرة لا تفطر الصائم، لأنها لا تدخل الجسم من منفذ معتاد.
والمنافذ المعتادة، هي المفتوحة بشكل طبيعي، مثل: الفم، الأنف، فتحة الشرج، الأذن إذا كان فيه ثقب بالداخل، في حين أن مسام الجلد ليست مفتوحة فتحًا طبيعيًا، وعلى هذا فأي حقن في الوريد أو العضل لا تفطر الصائم، وعلى هذا فالغسيل الكلوي لا يفطر الصائم.
ومن ابتلي بهذا الأمر، وقام بالغسيل الكلوي في نهار رمضان، فإن هذا لا يتسبب في فساد الصيام.

اقرأ أيضا:

ما هي العلامة التي يعرف بها العبد انه يحب الله أكثر من أي شيء؟