أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

المحن تجلب المنح.. هكذا أعد لها الصحابة

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 08 يونيو 2021 - 09:55 ص


يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» (رواه الترمذي).
قد ينظر الإنسان إلى الظواهر ويترك البواطن، فمن فوائد المحن أنها تؤدى إلى مراجعة النفس ومعرفة مسارها ومن أين أُتيت، فيصحح الإنسان مساره ويقاوم عيوبه فيصبح شخصاً آخر يقر بالحق ولا يعاند بالباطل، فيقر بخطئه ويعترف بذنبه ويتوب إلى ربه، فوقتها سيستعيد الإنسان اكتشاف نفسه وقدراته الكامنة.
فقد يحسب الإنسان أنه ضعيف، لا يتحمل المشاق، ويوطن نفسه على ذلك، إلا أن مروره بالأزمات، يوقفه على قدرات كامنة في ذاته، لولا ما تعرض له من هذه الأزمة، لما اهتدى إلى كوامن هذه القوى في ذاته.
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام المثل رائعا في هذا، فمن المواقف الدالة على ذلك، ما كان من أبي بصير ، حينما فر بدينه من سجون الشرك في مكة المكرمة، والتحق برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، فبعثت قريش في إثره اثنين من رجالها إلى رسول الله، ليرجعا به، تنفيذًا لشرط المعاهدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بصير: يا أبا بصير، إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر، وإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، فانطلق إلى قومك.
فقال أبو بصير: يا رسول الله، أتردني إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ قال: يا أبا بصير، انطلق، فإن الله سيجعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا. فانطلق معهما.
فهذه أزمة شديدة تعرض لها أبو بصير، إلا أنه استطاع أن يقتل أحد الرجلين، وفر الثاني خوفًا منه، ليلحق هذا الأخير برسول الله صلى الله عليه وسلم شاكيا له ما حدث من أبي بصير.
ولما علم أبو بصير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرده للمرة الثانية إلى مكة، لم يدخل المدينة، وعسكر بين مكة والمدينة، ليكون خارج النطاق الجغرافي للاتفاق، ولحق به كل من كان مثله ممن يريد الإسلام وهو من قريش، فاجتمع عند أبي بصير عصبة قوية، فما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا طريقها وقتلوا من فيها، وأخذوا الأموال التي كانوا يتجرون بها، فأرسل المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يناشدونه بالله والرحم لما أرسل إلى أبي بصير ومن معه، ومن أتاه منهم فهو آمن، وتخلوا في ذلك عن أقسى شروطهم التي صبوا فيها كؤوس كبريائهم، فذلت قريش من حيث طلبت العز. ولا شك أن أبا بصير فوجيء من نفسه بهذه القوة العقلية والتخطيطية والجسدية، والسبب في ذلك تعرضه لهذه الأزمة، وإحسانه إدارتها.

اقرأ أيضا:

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

كيف تعبر أزمتك؟


لو استطاع الإنسان في أثناء تعرضه للأزمة أن يخرج منها غير مكسور، فإن ذلك في حد ذاته سيكون انتصارا له، وخصما من رصيد قوى خصومه الذين افتعلوا معه هذه الأزمة، ومما يدل على ذلك من السيرة، أن المسلمين في المدينة بعد تعرضهم لغزوة الأحزاب، وخروجهم منها دون انكسار، تغيرت بعدها موازين القوى لصالحهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم».
ولا يكون الخروج من الازمة الا بالتفكير في استراتيجيات جديدة، وشاهد ذلك من السيرة، ما أشار به الحباب بن المنذر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، من تغوير الآبار من جهة قريش، وإبقاء بئر واحدة يشرب منها المسلمون وحدهم، وهذا لا شك ابتكار جديد، واستخدام تضاريس المكان لصالح المسلمين. فالمشركون مطمئنون إلى وجود عدة آبار صالحة للشرب، لكنهم فوجئوا وقت شدة العطش أثتاء المعركة أن هذه الآبار جميعا قد غورت، وأنهم ليس معه مدد من الماء إلا ما كان في قربهم وأسقيتهم، وكفى بذلك عاملا نفسيا وبدنيا، يحسم المعركة لصالح المسلمين.
فمن فوائد الأزمات أنها تجعل الفريق الذي يدير الأزمة في حاجة إلى استحداث وظائف، وإناطة مهام بالبعض ، هي من الضرورة بمكان، كي يستطيع صانع القرار اتخاذ القرارات المناسبة، وهذا يحتاج منه أن يكون لديه أنظمة إنذارات مبكرة، لكي يأخذ قرارات على ضوئها، ويمكننا أن نلحظ ذلك أثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث اختبأ في غار ( ثور) لقربه من مكة، ليتمكن من الوصول إلى ما تفكر فيه قريش وما تتخذ من خطط للحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا اتخذ شابًا، هو عبد الله بن أبي بكر ليأتي له بأخبار القوم، جاء في وصفه” غلام شاب ثقف لقن، يدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام".

الكلمات المفتاحية

كيف تعبر أزمتك؟ المحن تجلب المنح إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» (رواه الترمذي).