أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

طول ما الطماع موجود النصاب بخير.. خدع نفسه فخدعه غيره

بقلم | أنس محمد | الخميس 10 يونيو 2021 - 11:30 ص


يقف أمامك باكيا شاكيا من قسوة الناس وكذبهم وخداعهم، وكيف كان ساذجا حينما تم النصب عليه، وكيف صدقه، وكيف كان حسن النية، وكيف صدق هذا المخادع الكذاب حينما جاء بكل أمواله لكي يدخل معه في مشروع ربحي حتى يسحب أمواله من البنوك لاعتقاده بحرمة فوائدها، وكيف استأمنه على ماله ولم يأخذ عليه ما يحفظ هذا المال من السرقة، أو يكتب ما بينه وبين هذا النصاب من أموال في إيصالات أمانة.

خدع نفسه فخدعه غيره


ربما تنخدع لمبرراته وتئن لحزنه، وتتعاطف مع شكوته، خاصة وأنه ضحية غرر به أحد أصدقائه ليحصل على أمواله بطريق ملتوٍ، ولكن حينما تعرض شكواه على عقلك، ستعرف أنه كان صاحب الذنب الأكبر، لأنه خدع نفسه قبل أن يخدعه صديقه، فالخداع لا يأتي لسببين إما بادعاء حسن الظن وتمثيل دور الضحية، وفي هذا يقول عمر بنا الخطاب: " لست بالخب ولا الخب يخدعني"، كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"، فقد يتسامح ولكنه لا ينخدع، فربما يعفو المؤمن عمن ظلمه، ولكنه لا يسمح بظلمه مرة أخرى.

والثاني أن ينخدع الإنسان لطمعه، وهذا بيت القصيد، فأغلب الذين ينخدعون لغيرهم يكون السبب دائما هو الطمع، فحينما تستمع للمخدوع تعرف أنه خدع نفسه أولا بطمعه، فأغلب المنصوب عليهم يقعون فريسة سهلة للنصابين بسبب أطماعهم، فحينما قال صاحب الشكوى أنه أراد أن يسحب أمواله من البنوك ليدخل بها في مشروع مع أحد النصابين، تأكد أنه لم يسحبها لأنه استشعر حرمة فوائدها البنكية وأرباحها، ولكن لكذب النصاب عليه بأنه سيعطيه فوائد وأرباح أكثر بكثير من التي يحصل عليها في البنوك، فلو كان يعتقد بحرمة أرباح البنوك ما وضع ماله من الأساس في البنك، ولكنه انجر لخداعه بسبب طمعه.

فأغلب المخدوعين في أموالهم ينخدعون بسبب أطماعهم، وهو ما يستغله النصابون لمعرفتهم بأمراض الطماعين، فيعرضون عليهم مشروعاتهم الوهمية، وأرباحهم المزيفة التي قد تبلغ 300%، فوقتها يطمع الطامع ويستسهل المكسب، ويعطيه أمواله، وكل ما غرر به النصاب أكثر كلما انخدع له، وأعطاه ماتبقى من أموال وعقارات لكي يستثمرها له حتى يكتشف حقيقة سرقته.

وهناك مثل شعبي قديم، يردده العديد من الناس هنا وهناك، يصفون به حال الطماع والنصاب، ويقول المثل " طول ما الطماع موجود النصاب في خير"، فالأخير ذكي بطبعه، ويبحث عن ضحية، وليس أنسب له من هذا الطماع، الذي يستغل شهوته للأشياء؛ ليتمكن من نهبه والاستيلاء على كل ما يملك.



حلم الثراء السريع


ومن المدهش أن النصاب والطماع يجتمعان في صفة واحدة، وهي "الثراء السريع"، وهم على استعداد لفعل أي شيء والتجارة بأي شيء، ولما لا ومعظمهم يعي تمامًا كيف لا يقع في فخ الجريمة، فهو كالحية الرقطاء، تخرج من تحت الرمال، تفترس ضحيتها الطماعة ثم تعود لجحرها ولا أحد يراها، هكذا الأمر، وإن اكتشفه أحد لن يكون هناك دليل على الجريمة، فالنصاب يجيد الخداع والتخفي.

لذلك فقد كثُر الكذب والخداع، وقول الزور وشهادة الزور من أجل الحصول على حُطام الدنيا، إمَّا لخاصَّة النفس أو من أجل نفْع الآخَرين بالباطل، ورأى الكثير من الناس أنَّ ذلك واجبٌ عليه؛ افتراءً منه وجرأةً على محارم الله.

والخداع قد يكون على أشكال مختلفة متنوعة متعددة، فالخداع هو أن تتوهم حقيقة نفسك وامكاناتك وظروفك وقدراتك علي نحو يخالف الواقع ولكن يتفق مع هوى ورغبة نفسك والفرد بطبيعة الحال لا يكون متعمدا ذلك بل إنه يقوم بخداع نفسه دون وعي بذلك عندما تكون إمكاناته العقلية والعلمية ضعيفة ويرى هو عكس ذلك.

يقول الفيلسوف الأميركي مايكل نوفاك " لا حدود معروفة لقدرة الإنسان على خداع نفسه"، فطماع يخدع نفسه والنصاب يخدع غيره، ولكن أقدم وأسوأ أشكال الخديعة هو أَنْ نخدع أنفسنا".

هكذا هي تركيبة البشر، مزيج متناقض ولكن بتوازن دقيق إذا اختل، تختل معه الفطرة الإنسانية التي لم يقدر أحد على تفسير أسرارها. فمن منا لم يختبيء و لو مرة، بشكل أو بآخر مِنْ، نوره الداخليِ ؟ من منا لم يقم على التنصل من حالة تسكنه ،أو أن يتمثل صفة ليست به؟ من منا يزعم أنه لم يحاول، ولو مرة واحدة أن يستعير ذاته. يستعيرها إما من نفسه و إما من غيره. وهنا يكمن الفارق المهم عندما تستعير من جهدك الخاص تكون أقدر على تفسير ذاتك، أما إذا استعرت أو سرقت من غيرك فأنت مضطر إلى التبرير، و التبرير يقتضي إبداء الأعذار، و كلما زادت الأعذار، تراجعت احتمالات الحقيقة.

ولا يقتصر خداع النفس على إخفاء الحقيقة الداخلية، بل يطال محاولة تزييفها.. فكم من الناس يحاول أن يقدم نفسه في صورة لا تتفق مع حقيقته، بل أحياناً تتناقض معها. قد يكون انتحال صورة زائفة على أنه ضحية، أو إخفاء صورة حقيقية نابعا عن وعي وقصد وتصميم، فهنا يكون الغش، وهذا هو الكذب.



الكلمات المفتاحية

حلم الثراء السريع الطماع النصاب المال

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يقف أمامك باكيا شاكيا من قسوة الناس وكذبهم وخداعهم، وكيف كان ساذجا حينما تم النصب عليه، وكيف صدقه، وكيف كان حسن النية، وكيف صدق هذا المخادع الكذاب حين