عزيزي المسلم، حينما تعرف أن الله عفو قادر كريم، ستعرف جيدًا أن الباب إليه دائمًا مفتوح، وأنه من الممكن في لحظة أن يقبلك.. وأن يقبل عذرك.. ليس هذا فحسب، وإنما أيضًا يمحو كل ما كان منك.. ينسخ هجرك ويطلع الفجر من جديد، حينها ستعرف أنه بنظرة واحدة تظهر بها عليك كل السعادة مهما كانت أحوالك؛ إنها نظرة الرضا من رب الرضا والعفو سبحانه وتعالى.
باب الله عز وجل دائمًا مفتوح مهما كانت الأسباب والظروف، ولم لا وهو سبحانه وتعالى الذي دعا عباده إلى باب التوبة فقال: « وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » (النور: 31)، وهو القائل أيضًا سبحانه: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا » (النور: 31)، فكيف به يغلق بابه أمام من يأتيه تائبًا راغبًا، مؤكد من المستحيل أن يحدث هذا؟.
خطاب الله
الأدلة على أن باب الله دائمًا مفتوح كثيرة جدًا، فالله عز وجل يخاطب عباده دائمًا بأن يأتوه تائبين، وبأنه سيغفر لهم ولو كانت ذنوبهم عدد حصى الأرض، فها هو تقدست أسمائه، يخاطبنا في الحديث القدسي، فيقول: «يا عبادي إنكم تخطئون في الليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم».
إذن عزيزي المسلم كن على يقين بأن التوبة نعمة جليلة أنعم الله بها على عباده، إذ منحهم فرصة للمراجعة والإنابة والأوبة، وتدارك ما فات، وخير الزاد ليوم القيامة أن يتوب المرء من خطاياه، وأن يعتزم فعل الخير، ويقدم على ربه بقلب سليم، رغبة في ثواب الله، وخوفًا من عقابه، وإياك أن تتصور أنك ستأتيه يومًا وهو يغلق بابه دونك، فهذا لا يمكن أن يحدث من رب عفو كريم.
اقرأ أيضا:
ابن القيم يحسم الخلاف في خدمة المرأة لزوجها.. ماذا قال؟هنا باب الأمل
القرآن الكريم يحمل العديد من الآيات التي تفتح لنا باب الأمل في التوبة، وفي العودة إلى الله عز وجل، وفي اليقين بأن بابه مفتوح دائمًا، فآيات التوبة والاستغفار تهب نسمات رحمة الله بعباده المذنبين، فاتحة باب الأمل في قبول التوبة، وغفران الذنوب، بل وإبدال الذنوب حسنات للتائبين الصادقين في توبتهم، كما قال تعالى: « إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا » (الفرقان: 70).
ولولا هذا الباب المفتوح دائمًا (باب التوبة) لفقد الإنسان كل الأمل في رحمة الله، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم، يبشرنا فيقول: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».