أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

فطر الله الرجال على حب النساء.. متى تتحول الفطرة لمرض جنسي؟ وكيف هذب النبي الحب؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 13 ديسمبر 2021 - 11:51 ص

أكثر ما يحرك قلب الرجل ناحية الدنيا هي المرأة الجميلة العاقلة اللطيفة، وقد تناول القرآن هذه الفطرة الإنساتية بميزان من الحكمة والعقل، حتى لا يفتن ويمرض، فلقد زُیِّن حب النساء والمیل إلیهن في صدورالرجال،  كفطرة إنسانية للسكينة والاستقرار النفسي والإقبال على الدنيا وإعمارها، بالذرية الصالحة، وقضاء الوطر، من النساء، لحكم عظیمة أرادها الله من أجل هذه الحكمة التي ذكرناها، وأشار سبحانه وتعالى إلى هذا المیل بقوله: {زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِینَ وَالْقَنَاطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ}آل عمران.

لماذا فطر الله الرجال على حب النساء؟

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث: النساء والطِّيب وجُعلت قُرة عيني في الصلاة” رواه النسائي عن أنس والطبراني.

لم ينه النبي صلى الله عليه وسلم عن حب النساء، بل اعتبره من الفطرة، ولكن بشرط ان يكون الحب في محله الصحيح، بما يحفظ النسب والشرف والعرض، ويصون الإنسان، وحُبُّ الرسول صلى الله عليه وسلم للنِّساء ليس حبًّا شهْوانيًّا بمعنى الاهتمام الزائد بالمُتعة الجنسية على شاكِلَة المُتْرَفين اللاهين، فنحن نعلم رِقَّة حاله وشُغله الدائم ليل نهار بالإسلام، واهتمامه بقيام الليل حتى تتورَّم قدماه، ولكن حب النبي صلى الله عليه وسلم حبٌّ طبيعي كحب أي رجل لامرأة؛ لأنه مُكْتمل الرجولة لا عيب فيه، ولكنه حب بقدر، لا يَطْغى على الناحية الرُّوحية عنده.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الموازنة بين فطرته كإنسان وبين ما اشتغلت عينه به: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث: النساء والطِّيب وجُعلت قُرة عيني في الصلاة” فالصلاة أعظم محبوب عنده، ومَنْ كان كذلك فَهَمُّه في النساء لم يكن بالدرجة التي تصرفه عن قُرة عينه وهي الصلاة والعبادة.

وحينما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النساء ذكرهن من قبيل الفطرة التي فطر الله الرجال عليها، حتى يرد على مزاعم من  يرون أن مقياس التديُّن هو الرهبانية والتبتل والامتناع عما أحلَّ الله من الطيبات، فهو صلى الله عليه وسلم أخشى الناس لله وأتقاهم له؛ ولكنه يصوم ويُفطر، ويقوم ويرقد، ويتزوج النساء، كما جاء في حديثه الشريف.

اقرأ أيضا:

مؤتمر أزهري يدعو إلى تطوير المناهج الدراسية لمواكبة مستجدات الواقع

لماذا نقع في حب أكثر من امرأة؟

قد يخطر في بالك قضية تعدد الحب من قبل الرجال للنساء، بحيث يقع الرجل في حب أكثر من امرأة، بل إن من الرجال من يقع في حب نساء كثيرة، حتى تتخيل أن الرجل يمضي وراء شهوته وليس قلبه، فوقوع الرجل في حب أكثر من امرأة أحيانًا في آن واحد، تعتبره بعض النساء أنانية وجشع منه وتعامله بصفته خائن وهذا يمكن أن يتسبب في ابتعادها عنه لعدم احترامه مشاعرها، فكيف يقع الرجل في غرام عدة نساء في وقت واحد؟.

قوع الرجل في حب أكثر من سيدة لا يحدث لأن الرجل مثلا يحمل قلب أسود أو يحاول التلاعب بمشاعرهن، ولكن لأنه لا يوجد امرأتان متشابهتان، وحينما يجد الرجل جميع ما يرغب به في امرأة واحدة، فإنه يكتفي بها، ولكن إذا فقد شئ فإنه يبحث عنه في سيدة أخرى، فليست كل النساء محظوظات بأن تتوفر فيهن جميع المميزات.

وقد تناول القرآن مسألة التعدد، بالنص على نكاح ما طاب من النساء للرجال بشرط أن يتحقق شرط العدل بينهن، ولكن إذا لم يقدر على ذلك الرجال فقد النص القرآن على واحدة فقط، قال تعالى: "فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا )النساء.

وهناك بعض الرجال الذين يقعون في الحب أكثر من مرة، أن يحافظوا على حبهم الحديث بعيدًا قدر الإمكان عن الحبيبة أو الزوجة، حتى يستمر به دون أن يحدث أي خطأ ولكن هذه الطريقة غير صحيحة؛ لأنها تجعله يضطر للكذب كثيرًا بشأن انشغاله وعدم اهتمامه كالسابق، وإذا اكتشفت الحبيبة الأولى ما يفعله سرًا، فإنها ستعتبره خائنًا وهنا يخسرها.

كما أن الرجال يعترفون بحبهم للمرأة أولًا في أغلب الحالات، وعلى الرغم من أن النساء أكثر رومانسية إلا أن الرجال لا يخفون حبهم كثيرًا.

ووقوع الرجل في الحب سريعًا يمكن أن يجعله يبادل أكثر من امرأة المشاعر الجيدة في آن واحد وهذا يجعله في حيرة من الاختيار الصحيح بينهم.

وميل الرجل إلى الأنثى، والأنثى للرجل، فطرة سليمة مستقيمة، فطر الله تعالى الناس عليها، فليس في ذلك مرض، وعلى المؤمن أن يسلك في إشباع ذلك الميل الطريق الذي أحله الله لعباده، وجعله سنة من سنن المرسلين وهو النكاح، قال صلى الله عليه وسلم: «أربع من سنن المرسلين: الختان، والسواك، والتعطر، والنكاح» رواه أحمد والترمذي وحسنه.

فللمؤمن أن يتزوج بواحدة أو أكثر إلى أربع بشرط تحقيق العدالة بينهن، وإذا حيل بينه وبين النكاح المشروع، فليتق الله وليصبر امتثالاً لقول الله تعالى في كتابه: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:33]. وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر الشباب، من استطاع منك الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».

متى يتحول الحب إلى مرض؟

يتحول الحب إلى مرض وشره جنسي، حينما يتحول الرجل بأخلاقه من النظر للنساء بما أحل الله له، إلى النظر بما حرم عليه، وذلك أن ينظر الرجل لنساء المؤمنينن بشهوة، وأن يجعل جل تفكيره في الشهوة الجنسية، وأن يتلخص الحال لديه بحب وطئ النساء، وهو ما يختلف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، في أن الحب يكون من أجل الاستقرار النفسي والسكينة، وليس من أجل إشباع غرائزه الحيوانية، لأنه حينما يتحول الإنسان بغريزته إلى حيوان فلن تشبع أنثى واحدة ولا اثتنين ولا ثلاثة ولا أربعة، ولكنه سيتحول إلى زير نساء وحيوان غرائزي يشتهي كل النساء التي تراه عينه.

اقرأ أيضا:

الهيكل الذي يريد اليهود هدم الأقصى من أجله.. ما قصته؟

ومن أسباب التحول عن الفطرة للافتتان بالنساء والشراهة الجنسية أو المرض بالنساء:

إطلاق البصر لكل النساء، قال الله - تعالى -: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30، 31]، فلَمَّا كان غضُّ البصر أصلاً لِحِفْظ الفرج، بدأ بِذِكْره، وقد جعل الله - سبحانه - العين مِرآة القلب، فإذا غضَّ العبد بصرَه، غضَّ القلبُ شهوتَه وإرادته.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ الله - عَزَّ وَجلَّ - كَتَب على ابن آدم حظَّه منَ الزِّنا، أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرِّجل تزني وزناها الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوى وَيَتَمَنَّى، والفرج يُصَدِّق ذلك أو يكذبه))؛ متفق عليه.

فتَكْرار النظر يُقَوِّي الأمر في قلبه، ويزيد فيه دواعي الشهوة، والتجربة شاهدة بذلكَ.

كما أن إبليس يَتَرَبَّص بالمرء عند قصده للنظْرة الثانية، يقوم في ركائبه، فَيُزَيِّن له ما ليس بِحسن؛ لتَتِمَّ البليَّة.

والمؤمن لا يُعان على بَلِيَّته - في النظر المُحَرَّم - بتَكرار النظر؛ لأنه خَالَفَ أوامِر الشرع، وتداوَى بما حَرَّمَهُ عليه؛ بل هو جدير أن تَتَخَلَّفَ عنه المعونة، قال الشاعر:

وَلاَ تَرُمْ بِالمَعَاصِي كَسْرَ شَهْوَتِهَا        إِنَّ الطَّعَامَ  يُقَوِّي  شَهْوَةَ  النَّهمِ

فالنظْرة الأولى سَهْمٌ مسمومٌ مِن سِهام إبليس، ومعلوم أنَّ الثانية أشدُّ سُمًّا، فكيف يتداوَى من السُّمِّ بالسُّم؟.

وجاء في حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال منَ النساء))، وفي صحيح مسلم، من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اتَّقوا الدُّنيا، واتقوا النساء)).

وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم مَنِ ابتُلِيَ بنظرة تَسَلَّلَتْ سمومُها إلى قلبه أن يلجأ إلى هذه الأمور فورا:

الأول: أن يداويه بإتيان امرأته؛ ففي صحيح مسلم، عن جابر: أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - رأى امرأة، فأتى امرأته زَيْنَبَ، وهي تَمْعَسُ منِيئةً لها، فقضى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خرج إلى أصحابه، فقال: ((إنَّ المرأة تُقْبِلُ في صورة شيطان، وَتُدْبِرُ في صورة شَيْطَانٍ، فإذا أبصر أَحَدُكُمُ امرأةً، فَلْيَأْتِ أهلَهُ، فإنَّ ذلكَ يردُّ ما في نفسه)).

الثاني: إن لم يكن له أهل، أو كان له لكن لا يندفع ما في نفسه بإتيانهم - فعليه بالصَّوم؛ ففي الصحيحين: أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يا معشر الشباب، مَنِ استطاع منكمُ الباءةَ فليتزوَّجْ، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفَرْج، ومن لم يستطِعْ فعليه بالصوم، فَإِنَّهُ له وِجَاءٌ))، وِجاء: حماية منَ الزنا.

الثالث: مُرَاقبة الله - تعالى - في السِّرِّ والعَلَن، سُئِل الجنيد: بمَ يُستعان على غضِّ البصر؟ قال: بِعِلْمكَ أنَّ نَظَر الله أسبق مِن نظركَ إليه.

الرابع: تذكُّر ما يُنْعِم الله - تعالى - به على المؤمن في الجنَّة منَ الحور العين، وأنه كلَّما ارتفعتْ درجته، ازداد نعيمه.

اقرأ أيضا:

الرضاعة وأثرها على السلوك (الخوف عند نبي الله موسى)

الكلمات المفتاحية

فطر الله الرجال على حب النساء الحب بين الرجال والنساء لماذا يحب الرجال النساء شهوة النساء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أكثر ما يحرك قلب الرجل ناحية الدنيا هي المرأة الجميلة العاقلة اللطيفة، وقد تناول القرآن هذه الفطرة الإنساتية بميزان من الحكمة والعقل، حتى لا يفتن ويمر