أخبار

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

حتى تنال البركة وتأخذ الأجر.. ابتعد عن هذه الأشياء عند الطعام

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

10عبادات وطاعات تقودك للتوبة من الكبائر .. يمحو الله بها خطايا العبد ويرفع درجته

بقلم | علي الكومي | الاحد 22 يناير 2023 - 05:03 ص

التوبة إلي الله إصطلاحا  تُطلَق على الرجوع إلى الله -عزّ وجلّ-، والعودة عن أي ذنب اقترفه وسلوك الطريق الذي أمر الله به، ومن  وعرفه أهل العلم بأنها تَرك الأفعال المذمومة، وإبدالها بالأفعال المحمودة، بمختلف الطرق المشروعة، فيما اجمع كثير من أهل العلم بأنها الرجوع إلى الله -تعالى- الذي يعلم الغيب، ويستر العيوب.

وهناك إجماع كذلك بين الفقهاء بأن  التوبة من الذنوب بمجملها؛ تتم بالرجوع والإقلاع التامّ عن ارتكابها، وعقد العزم والإصرار على عدم العودة إليها مرّةً أخرى بعد التوبة، والندم على ما مضى من الوقوع في الذنب والابتعاد عن الطاعات والعبادات، فمثلا  التوبة من الشرك بالله -تعالى- بتوحيده، والحرص على التقرُّب منه، وإخلاص النيّة له، وعدم اتِّخاذ مُعينٍ، أو وليٍّ، أو ناصرٍ غيره -سبحانه-،

هذه طرق التوبة من الكبائر

وتتحق التوبة الي الله من المعاصي كذلك بالسعي  إلى كَسب رضاه، واتِّباع ما أمر به، والابتعاد عن كلّ أمرٍ نهى عنه، وعدم اتّخاذ المشركين أولياء، أمّا من كان منافقاً وأراد أن يتوب، فتتحقّق توبته بالتمسُّك بدين الله -تعالى-، ومحاولة تنقية دينه وإيمانه بالله من الرياء، ومن كان فاسقاً بالعمل أو العقيدة، فعليه أن يمتثل طاعة الله -تعالى-، وأن يهجر المعاصي التي كان يرتكبها، ويقهر شهوته وطِباعه بقوّة إيمانه بالله -تعالى-،

والأمر ذاته يتكرر عبر الخشية من عذاب الله ، والرجاء لطاعته، وعبادته، ورحمته، ومن كان يتعامل بالربا، فعليه أن يتركه، ويبتعد عن أيّ معاملةٍ ربويّةٍ، ويتخلّص من كلّ ما لديه من أرباحٍ نتجت عن الربا بعد أخذ رأس المال، وإن كان الذنب مُتعلِّقاً بظُلم الآخرين؛ بالمال، أو العِرض، أو الدم، فيتوجّب عليه أداء ما عليه من حقوقٍ لهم.

 وكان التابعون وتابعو التابعين يحبذون أداء المسلم  لصلاة التوبة  إلى الله أذ تاب من ذنبٍ ما؛ سواءً أكان من الصغائر، أم الكبائر، عبرأداء ركعتَين عند التوبة من الذنب، ولا يُشترَط أن تكون بعد الذنب مباشرةً؛ مستدلين علي ذلك  بقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: "ما مِن عبدٍ مؤمنٍ يُذنِبُ ذَنبًا فيَتوضَّأُ فَيُحسِنُ الطُّهورَ، ثمَّ يصلِّي رَكْعتينِ فيستَغفرُ اللَّهَ تعالى إلَّا غَفرَ اللَّهُ لَهُ ثمَّ تلا وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ"،وكذلك يجب علي المؤمن أن يبادر بالتوبة قبل أن يُغلَق بابها بحضور الموت، أو نزول العذاب، أو طلوع الشمس من جهة الغرب

وإذ كان تكفير الذنوب الصغيرة يتم بالاستغفار والصلوات والاكثار من طاعات معينة  فإن من الثابت أن التكفير عن الكبائر لا يتم إلّا بالتوبة، بخِلاف الصغائر التي تُكفَّر بعدّة طرقٍ، كالصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، وغيرهما من الطرق، حيث أشارت العديد من  النصوص الشرعية الواردة في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة في بيان تكفير الذنوب ببعض الأعمال الصالحة لا تشمل إلّا الصغائر دون الكبائر.

ماهي الكبائر؟

 وروي عن  عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، إذ ورد التقييد بالصغائر في رواياتٍ أخرى، إلّا أنّه يُخفّف في الكبائر عن المُذنب؛ فلا تُوجَد نصوص شرعية تدلّ دلالةً واضحةً على تكفير الكبائر بتلك الأعمال.

وقد اجتهد كثير من الفقهاء في الإشارة إلي  أن الكبائر هي  كلّ ذنبٍ يرتكبه العبد، ويترتّب عليه بسببه وعيدٌ شديدٌ ثبت بكلام الله -تعالى-، أو بسُنّة النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد عرَّفَ بعض أهل العلم الكبيرة بأنّها: كلّ ذنبٍ قُرِنَ ذِكره بنارٍ، أو غضبٍ من الله -تعالى-، أو لعنةٍ، أو عذابٍ، أو حَدٍّ، أو نتجت عنه العديد من المفاسد،

وقد تعدّدت آراء أهل العلم في تحديد عدد الكبائر؛ فقال بعضهم بأنّها سبعٌ؛ استدلالاً بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ" وذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّها سبعون ليست سبعاً، وذهب بعض العلماء إلى أنها لا تُحصَر في عددٍ معيّن؛ بل إنّ كلّ ذنبٍ ترتّب عليه عذابٌ، أو تهديدٌ، أو لعنٌ، أو غضبٌ يُعَدّ كبيرةً.


وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية إشارت قوية علي أعمال وطاعات  تكفر كبائر الذنوب حيث ذكر في الأثر  أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن حزمة من  الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب ، وبها يمحو الله سبحانه وتعالى خطايا العبد ويرفع درجته.

أول هذه الأعمال التي تدعم توبتك عن الكبائر بر الوالدين  حيث يعد من الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب ، فقد قال الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-: "بر الوالدين كفارة الكبائر"، وكذلك إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة المشي إلى المساجد ، والحرص على أداء الصلاة في وقتها وانتظار الصلاة، تعد اعمال تكفر كبائر الذنوب ويمحو الله عز وجل بها الخطايا ويرفع درجات العبد.

اعمال وطاعات تكفر كبائر الذنوب


وفي هذا السياق ورد عن  أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ غَدَا إلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ الله لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ"، وَ قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ".

الصّدقةُ أحيانًا من الطاعات التي تُخَلّصُ صَاحبَها  من الكبائر ومنها دخُولِ النّار إنْ كانَ مِن أهلِ الكبائر، أليسَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» رواه البخاري وغيره، وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "الصَّلاةُ نُورٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ"

ولا يغيب عن هذه العبادات والطاعات للتوبة من  كبائر الذنوب الحج  باعتباره من مكفرات الذنوب فروى البخاري  ومسلم  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

اقرأ أيضا:

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

التسامح والعفو حاضران بقوة ضمن مكفرات الذنوب، فقال تعالى: «وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" "التغابن: 14"، والعفو والصفح سبب للتقوى قال تعالى: "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُم" "البقرة من الآية:237"، والعفو والصفح من صفات المتقين،كما أنه من اعمال تكفر كبائر الذنوب قال تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ". "آل عمران:133-134".

الصبر على الشدائد كذلك من الطاعات التي تكفر كبائر الذنوب فعنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، فقال تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" "الزمر 10"، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ"، كما أن كفالة اليتيم جاء ضمن اعمال تكفر كبائر الذنوب ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى" .



الكلمات المفتاحية

الكبائر كبائر الذنوب التوبة من كبائر الذنوب طاعات تكفر كبائر الذنوب بر الوالدين وتكفير الكبائر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وهناك إجماع كذلك بين الفقهاء بأن التوبة من الذنوب بمجملها؛ تتم بالرجوع والإقلاع التامّ عن ارتكابها، وعقد العزم والإصرار على عدم العودة إليها مرّةً أخ