أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

"البيجرمى".. صوت من السماء (أسرار يكشفها نجله للمرة الأولى عنه)

بقلم | صابر رمضان | الاربعاء 15 يونيو 2022 - 12:26 م

نجل الشيخ "البيجرمى": أبي مات على صدري

الإمام عبدالحليم محمود اصطحبه في زياراته الرسمية..وأنيس منصور : استحوذ على حواسي

الملك سعود : لقد أبكيتنى يا شيخ محمود .. وتعيينه قارئًا لمسجد الفتح بقرار وزارى

"القصبجى" ينصحه بتعلم الموسيقي فأصبح أستاذًا في النغم وعزف البيانو

ترك 330 تلاوة مرئية بصوت الشيخ وأحيا مأتم الرئيس الأسبق "عبد الناصر"



"يا محمود ..ماذا ألقنك؟ عندما يأيتك الملكان سوف يجدان القرآن عن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك ، يا محمود كنا رفقاء فى الدنيا وسنكون إن شاء الله رفقاء في الآخرة، بهذه الكلمات خاطب الداعية الإسلامى الشهير الشيخ عبد الحميد كشك رفيق رحلته القارئ الشيخ محمود البيجرمى القارئ بالإذاعة والتليفزيون والذى توفي عن عمر يناهز تسعة وخمسين عامًا لحظة نزوله القبر ، والذى ربطتهما علاقة وطيدة في ظل القرآن.
"البيجرمى" صوت من السماء تخلَّق بأخلاق القرآن الكريم، حتى أحبه كبار العلماء وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله.والشيخ محمد متولى الشعراوى وفضيلة الشيخ عبد الحميد كشك ، اعتز كثيرًا بشخصيته ، لم يكن هناك قارئ مثله في توصيف الآيات خاصة آيات الترهيب والترغيب، كان يستحضر الآيات قبل قراءتها بصوت شجى حزين ، يجسد المعانى وكأنك تغوص في بحر كلمات القرآن، "البيجرمى" صاحب الصوت الراقي البديع كان همه توصيل معنى الآيات بصوته الشجى وحسه المرهف.
مع نجل القارئ الكبير الشيخ محمود البيجرمى - رحمه الله- الكابتن أشرف البيجرمى دار هذا الحوار.

في البداية يقول الكابتن طيار أشرف البيجرمى نجل القارئ الراحل: ولد أبي بقرية بيجرم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية في الرابع عشر من أكتوبر 1933م وقد نشأ في أسرة محبّة للقرآن الكريم، وكان وحيدًا ليس له إلا أخت ، وجدي كان من رجال الأزهر الشريف ويحفظ كتاب الله عزوجل، وقد وهبه والده الحاج عزب السيد للقلرآن حتى يبارك الله فيه، خاصة بعد أن توفى كل إخوته الذين سبقوه ، وقد رأت جدتى لأبي رؤية وهى أنها حملت في ولد ، فقالوا لها عليك أن تهبيه للقرآن ليحفظه، وقد كان، حيث أخبرت جدى بتلك الرؤية فقال لها: إن "محمود" سيذهب للكتاب جنبًا إلى جنب مع المدرس، وبالفعل ألحقه والده بكتاب القرية في مسجد سيدى جمعة البيجرمى، وهذا المسجد نقلت منه شعائر صلاة الجمعة أكثر من مرة وكان القارئ فيها هو والدى، ولذلك كان حريصًا للذهاب إلى هذا المسجد كثيرًا والاهتمام به على اعتبار أنه أول مكان حفظ فيه القرآن، وبالفعل حفظ الشيخ محمود البيجرمى القرآن الكريم في سنى صباه الأولى وهو فى عمر 9 سنوات، قبل أن يتعلم الشيخ أحكام التلاوة على يد الشيخ مصطفي العنوسي أتقن الشيخ التلاوة وعرف طريقه إلى دكة التلاوة، وقبل أن يكمل الرابعة عشرة من عمره استجاب والده لمشورة الأهل والأقارب وأرسله للقاهرة للالتحاق بمعهد القراءات في حى شبرا ، لكنه لم يستمر طويلًا بمعهد القراءات ، وتفرغ لإحياء الليالى الدينية والمآتم ، حتى أنه كان يقرأ إلى جنب المشاهير من القراء يصعد إلى دكة التلاوة ويبدو للوهلة الأولى الحرص على مظهره وأناقته ، واستعداده للدخول إلى عالم التلاوة والقراءة. وبعد أن حفظ القرآن التحق أبي بالأزهر الشريف ، حيث كان والده وجده من علماء الأزهر ، وقد اكتشف والده موهبته وصوته العذب ، والتحق بمعهد القراءات ، فقد كان لديه شغف بتعلم القراءات كلها، وقد حضر مع جدي إلى القاهرة وعمره 12 سنة في مطلع الخمسينيات وترك قرية "بيجرم" وكان يقرأ في بيوت أصدقائه والعائلة ، وعندما بدأ صيته يصل إلى الناس، تنبأ له الكثيرون بمستقبل باهر في عالم التلاوة ، وقد كانوا يعيشون في بداية الأمر في منطقة رمسيس، وقد تزوج والدى وأنجب أربعة أبناء اثنين من الذكور أشرف ومصطفي وابنتين .
ويضيف نجل القارئ الكبير الراحل: تمر السنون، حيث كانت هناك مقرأة في حى وسط البلد اسمها مقرأة جامع الشيخ محمود ، وكان يتولاها فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق رحمه الله، واستمر فيها الشيخ البيجرمى حتى استقر هو ووالده في مصر الجديدة فى الستينيات حتى طلبه الشيخ أبو العينين شعيشع ليتولى مقرأة مصر الجديدة، وكان يحب هذا المسجد ويري فيها روحانيات عالية، واختير بعد ذلك قارئًا للسورة في مسجد عمر بن عبدالعزيز بمصر الجديدة ، بعد أن أنهى دراساته والتحق بوزارة الأوقاف، وأصبح قارئًا رسميًا لمسجد عمربن عبدالعزيز ، وظل في هذا المسجد حتى عام 1969م .

الطربوش التركى


ويضيف كابتن طيار أشرف نجل الشيخ البيجرمى: إن الشيخ البيجرمى كان معروفًا بأناقته وإتقانه في ملبسه، حتى اشتهر بالطربوش التركى الأحمر المرتفع رغم أنَّ كثيرًا من القراء استبدلوا الطربوش إلا أنه ظل مميزًا به ولم يعدل عن زيه وطربوشه التركى منذ بدايات الخمسينيات حتى وفاته ولعل كون جده لأمه تركى الأصل كان له الأثر في ارتدائه هذا الطربوش.
عين الحياة
وقال نجل الشيخ البيجرمى إن والده ظل يقرأ في مسجد عمر بن عبدالعزيز بمصر الجديدة حتى عام 1969م حتى نقل قارئًا للسورة في مسجد عين الحياة الشهير بمسجد الشيخ "كشك" بشارع مصر والسودان في حدائق القبة بالقاهرة ، وقد نال شهرة واسعة وتهافت عليه الناس وذاع صيته ، وبالرغم من أنه كان على قناعة بأن المساجد لله، وأنه لم يسع للقراءة في المساجد الكبري، لكن كان يستمع إليه أكثر من مليون مسلم كل جمعة ، حيث كانوا يتهافتون لسماع خطبة الشيخ كشك رحمه الله، وفى عام 1985 م صدر قرار من وزير الأوقاف آنذاك الدكتور محمد على محجوب بأن يكون الشيخ البيجرمى قارئًا لمسجد الفتح برمسيس ، وظل فيه حتى صعدت روحه إلى بارئها.


التحاقه بالإذاعة


وعن التحاقه بالإذاعة قال نجل الشيخ البيجرمى : في عام 1968م التحق الشيخ محمود البيجرمى بالإذاعة المصرية وتشكلت لجنة الاختبار من الشاعر على محمود طه والموسيقي محمود الشريف والشيخ محمود برانق، بعد أن نصحه الموسيقار الراحل محمد القصبجى الذى استمع له وتأثر بتلاوته تأثرًا شديدًا ببعض النصائح الموسيقية، وطلب منه أن يدرس الموسيقي، ليتغلب على البطء في نطق بعض الحروف أثناء تلاوته بالتدريب على يد موسيقي، وبالفعل درس الموسيقي على يد الموسيقار مرسي الحريري، والذى نصحه بدوره بأن يلتحق بالقسم الحر في معهد الموسيقي العربية، وبعد شهور صار الشيخ " البيجرمى" أستاذًا في علم النغم والموسيقي وعلومها، وتمكن من العزف على البيانو ، وبعدها التحق بالإذاعة وصار نجمًا من نجومها وحقق نجاحات عديدة أثناء تولى الشيخ عبدالحليم محمود مشيخة الأزهرالشريف الذى ربطته به علاقة ود وحب ، وكان يطلبه شيخ الأزهر في الاحتفالات الكبري والرسمية.
وقال عنه:" هكذا يقرأ القرآن الكريم " كما ربطت الشيخ "البيجرمى" علاقة ود وحب بإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى ، وفي مرة من المرات خلال إحدى المناسبات التى جمعت وزير البرول السعودى الدكتور أحمد زكى اليمانى والشيخ الشعراوى والشيخ البيجرمى قال الدكتور اليمانى:"إذا كان الشيخ الشعراوى عالمًا ومفسرًا فإن الشيخ محمود البيجرمى قارئًا فاهمًا لقراءته مجسدًا للآيات فهو صورة حاضرة فتية من الماضي والحاضر.
وفي سنواته الثلاث الأخيرة في حياته تلقي دعاوى متكررة من الشيخ أحمد زكى يمانى وزير البترول السعودى الأسبق ليقرأ القرآن في منزله خلال أعوام (90 و91و 1992) .

بكاء الملك سعود


ويضيف نجل القارئ الشهير: والدى أصبح الناس يطلبونه بالاسم في العديد من الدول العربية والإسلامية، فعلى سبيل المثال في عام 1976م طلبه الشعب الإيرانى لإحياء بعض ليالى شهر رمضان المعظم، وقضي عيد الفطر هناك، وفي صلاة العيد قرأ والدى أمام أكثر من 2 مليون ونصف المليون مسلم، كما أحيا بعض الليالي الرمضانية في العديد من الدول بصوته فنال إعجاب الكثير من الملوك والأمراء والرؤساء ، أما عن بكاء الملك سعود بين يدى الشيخ " البيجرمى" ، فقد كان والدى يقرأ في مسجد عمر بن عبد العزيز بمصر الجديدة ودخل الملك سعود بن عبد العزيز عليه المسجد وقت أن كان يعيش في القاهرة فوجد الشخ البيجرمى يقرأ قول الله تعالى من سورة إبراهيم" ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرعٍ عند بيتك المحرم" وأخذ يكرر هذه الآية أكثر من مرة ، فبكى الملك سعود لتأثره بأداء والدى لما رآه من صدقٍ في تصويرآيات القرآن والتلاوة، فقال له بعد الانتهاء من صلاته :"لقد أبكيتنى ياشيخ محمود". واتصلت به رئاسة الجمهورية بعدها بيومين لمقابلة الملك سعود بقصر ضيافته بمصر الجديدة فذهب إليه وقابله ومنحه وعدًا قائلًا : إذا كان في العمر بقية وإذا عدت إلى المملكة ستكون قارئ الحرم ، لكنه توفي قبل ذلك.


علاقته بالمشاهير


ويضيف نجل الشيخ البيجرمى: الشيخ مصطفي إسماعيل رحمه الله أشاد بوالده ووصفه بأنه قارئ مجيد وفنان لايعيبه سوى رهبته أمام الميكرفون ، وكتب الشيخ مصطفي إسماعيل شهادته بخط يده بناء على طلب المرحوم مصطفي حزين في الأسبوع الأول من شهر أغسطس من عام 1975م أمام جمع من القراء ، حتى حينما سأله مصطفي حزين عن القارئ الذى يفضل سماعه من الحضور، فأشار إلى الشيخ محمود البيجرمى وقال له أحب أن أسمع هذا الشيخ المطربش محمود البيجرمى.
أيضًا ، كتب عنه الكاتب الكبير أنيس منصور في مقالته عندما استمع له في أحد المآتم:" لم أسمع مثل صوته من قبل، فهذا القارئ الشاب استحوذ على حواسي تمامًا ، وأعاد إلى أذهاننا لحظات خالدة في حياة البشر وهى التى نزل فيها الوحى على الرسول صلي الله عليه وسلم إنه قارئ له خطى ثابتة في فهم القرآن وآياته، وكان يأتى إلينا الكثير من المشايخ أمثال الشيخ عبدالباسط عبد الصمد إلى نزلنا، وفي ذات مرة كان والدى في عزاء عبد الحليم نويرة زوج أخت الرئيس الراحل"السادات" وكان يجلس معه الفنان سمير الإسكندرانى ومحرم فؤاد والموسيقار محمد عبد الوهاب، فقال له الإسكنرانى : "إنت شكلك يامولانا ينفع يقرأ القرآن بالإنجليزى ..إنت مش شكل المشايخ خالص" ، وكان محرم فؤاد يتصل به تليفونيا وعندما أرد عليه كان يقول:" هل الفنان صاحي أم نايم" أما "عبدالوهاب" فكان يقول له:" حد فاهم اللى أنت بتقوله ده يا مولانا ده الأستاذ الكبير مات" وكان يقصد بالأستاذ الكبير الجمهور، وبالفعل سميعة القرآن أصبحوا قليلين جدًا في هذا الزمن.


الرحيل


ويقول طيار أشرف البيجرمى عن رحيل والده: كان ذلك في العاشر من شهر مايو عام 1992م حيث توفي عن عمر يناهز 59 عامًا، وكان يومها قد انتهى من بعض لقاءاته خارج المنزل وصلي الظهر في جماعة بمسجد مصر الجديدة ، ثم عاد إلى المنزل وصلي الظهر في جماعة بمسجد مصر الجديدة ، ثم عاد إل المنزل وتوضأ ليذهب إلى مقرأة مسجد عمر بن الخطاب ، وعندما همَّ بتغيير ملابسه سقط مغشيًا عليه فوق السري بالمنزل، فأحضرت له 3 أطباء ، إلا أنه مات على صدري وفارق الحياة.
وأثناء دفنه وقف الشيخ عبد الحميد كشك على قبره وقال وعيناه تذرفان الدموع: يا محمود ماذا ألقنك عندما يأتيك الملكان ، سوف يجدان القرآن عن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك.. يا محمود كنا رفقاء في الدنيا وسنكون إن شاء الله رفقاء في الآخرة ، وقد قال له في حياته:" يا شيخ بيجرمى لا أجد سلواى إلا بالاستماع إلى قراءتك الحزينة الممتعة للقلب، ويضيف كابتن أشرف: وكان الشيخ كشك يأتى إلى منزلنا كل يوم اثنين بعد وفاة والدى ويتذكرويبكى قائلًا لي :" أبوك كان جبلًا من الوفاء".
تراث
يقول أشرف البيجرمى: نشرع في إنشاء أول جمعية للخدمات الاجتماعية تحمل اسم الشيخ ، وهى جمعية الشيخ محمود البيجرمى للخدمات الاجتماعية بمنطقة النزهةبمصر الجديدة وهى نواة لتقديم الخدمات والإعانات لأبناء المنطقة، بالإضافة إلى مستوصف خيري لعلاج الفقراء والمحتاجين وغيرهم ، والحقيقة أن هذه الفكرة كانت تراود والدى لكن المنية عاجلته.
وقد قمت بجمع تراث والدى ولدى مقنياته وساعات تسجيل بصوته لم تسمع من قبل وسأقدمها هدية للإذاعة المصرية، وقد جمعت أكثر من 330 تلاوة مرئية بصوت الشيخ بما فيها حفل مأتم الرئيس الأسبق عبد الناصر. وأذكر أن والدى رحمه الله قرأ في مأتمه ، حيث طلبت السيدة تحية عبدالناصر زوجة الرئيس الراحل أن يظل يقرأ حتى انتهاء الأربعين ، فكان كل يوم يقرأ في سرادق العزاء لمدة أربعين يومًا، ومن المعلوم أن الشيخ البيجرمى كان يرفض رفضًا قاطعًا طبع تسجيلاته القرآنية على شرائط وطرحها للجمهور ، رحم الله القارئ الذى أبكى الملوك.



الكلمات المفتاحية

الشيخ محمود البيجرمى قراء القرآن مشاهير القراء قراء مصر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled "يا محمود ..ماذا ألقنك؟ عندما يأيتك الملكان سوف يجدان القرآن عن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك ، يا محمود كنا رفقاء فى الدنيا وسنكون إن شاء الله رف