5فضائل للإخلاص في العبادة .. احرص علي هذه الطاعات لتتمتع بهذا الخلق النبوي الرفيع

بقلم | علي الكومي | الاحد 19 يونيو 2022 - 08:25 م

رسول الله ﷺ حرص علي تنشئة أصحابه على تزكية أرواحهم وبناء شخصياتهم وتحمل مسئولياتهم الدينية والدنيوية‏,‏ وأرشدهم إلى الطريق التي تساعدهم على تحقيق ذلك بحثهم على التدبر في كون الله ومخلوقاته‏,‏ وفي كتاب الله تعالى‏,‏ حتى يشعروا بعظمة الخالق وحكمته سبحانه وتعالى، وكذلك بالتأمل في علم الله الشامل وإحاطته الكاملة بكل ما في الكون, لأن ذلك يملأ الروح والقلب بعظمة الله, ويطهر النفس من الشكوك والأمراض.

الرسول صلي الله عليه وسلم أرشد أصحابه إلى سبل الإخلاص في عبادة الله عز وجل, وذلك لأنه من أعظم الوسائل لتربية الروح وأجلها قدرا, إذ العبادة غاية التذلل لله سبحانه ولا يستحقها إلا الله وحده ولذلك قال سبحانه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [الإسراء:23

فضائل الإخلاص في العمل

رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم حث اصحابه بحسب منشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بالحث على العبادات الظاهرة, بل ربى أصحابه كذلك على مكارم الأخلاق بأساليب متنوعة, فالمتدبر للقرآن المكي يجده مليئا بالحث على مكارم الأخلاق وعلى تنقية الروح وتصفيتها من كل ما يعوق سيرها إلى الله تعالى, ورسولنا ﷺ القدوة الكاملة والمربي الناصح للأمة كان في غاية الخلق, فعن السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله ﷺ, قالت: «كان خلقه القرآن» (مسند أحمد).

وكما يؤكد مفتي جمهورية مصر العربية السابق كان الرسول ﷺ يعرض الأخلاق مع العبادة والعقائد في وقت واحد, لأن العلاقة بين الأخلاق والعقيدة واضحة في كتاب الله تعالى انطلاقا من إن الأخلاق ليست شيئا ثانويا في هذا الدين, وليست محصورة في نطاق معين من نطاقات السلوك البشري, إنما هي ركيزة من ركائزه, كما أنها شاملة للسلوك البشري كله كما أن المظاهر السلوكية كلها ذات الصبغة الخلقية الواضحة هي الترجمة العملية للاعتقاد والإيمان الصحيح,.

وعزا جمعة هذا النهج لأن الإيمان ليس مشاعر مكنونة في داخل الضمير فحسب, إنما هو عمل سلوكي ظاهر كذلك, بحيث يحق لنا حين لا نرى ذلك السلوك العملي أو حين نرى عكسه, أن نتساءل: أين الإيمان إذًا ؟ وما قيمته إذا لم يتحول إلى سلوك؟

ومن المهم هنا الإشارة إلي اهتمام التربية النبوية بتربية الصحابي على تنمية قدرته في النظر والتأمل والتفكر والتدبر, لأن ذلك هو الذي يؤهله لحمل أعباء الدعوة إلى الله, فالعقل يعتبر إحدى طاقات الإنسان المهمة, وقد جعله المولى عز وجل مناط التكليف, كما يعتبر العقل نعمة منّ الله على الإنسان يتمكن بها من قبول العلم واستيعابه,

وفي هذا السياق وضع القرآن الكريم منهجا لتربية العقل سار عليه رسول الله ﷺ لتربية أصحابه ومن أهم نقاط هذا المنهج: تجريد العقل من المسلمات المبنية على الظن والتخمين أو التبعية والتقليد ومنها: إلزام العقل بالتحري والتثبت.

النهج النبوي في تربية الصحابة

ومنها: دعوة العقل إلى التدبر والتأمل في نواميس الكونومنها: دعوة العقل إلى التأمل في حكمة ما شرع الله لعباده من عبادات ومعاملات وأخلاق وآداب وأسلوب حياة كامل في السلم والحرب والإقامة والسفر, لأن ذلك ينضج العقل وينميه، وتعرفه على تلك الحكم يعطيه أحسن الفرص ليطبق الشرع الرباني في حياته, ولا يبغي عنه حولا, لما فيه من السكينة والطمأنينة والسعادة والبشرية, ولأن الله سبحانه وتعالي إنما شرع ما شرع لذلك..

كما حرص النبي ﷺ بحسب الدكتور جمعة على تربية أصحابه جسديا واستمد أصول تلك التربية من القرآن الكريم, بحيث يؤدي الجسم وظيفته التي خلق لها من دون إسراف أو تقتير, ودون محاباة لطاقة من طاقاته على حساب طاقة أخرى.