يعد التدخين أحد أكبر أسباب الوفاة التي يمكن الوقاية منها في جميع أنحاء العالم، وتشير العديد من الدراسات إلى أن واحدًا من كل شخصين مدخنين يموت بسبب مرض متعلق بالتدخين.
وفي حين أنه سيكون من الخطأ القول إن التدخين يؤثر على رئتينا فقط، لكنه بالفعل يؤثر عليها بشكل أكثر حدة من الأعضاء والوظائف الأخرى، حيث يمكن أن يضر التدخين بأنسجة الرئتين، ويعوق قدرتها على العمل بشكل صحيح، ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل سرطان الرئة وانتفاخ الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن .

وظيفة الرئتين

تتمثل الوظيفة الأساسية لرئتينا في توصيل الدم الغني بالأكسجين إلى باقي أجزاء الجسم من الهواء الذي تستنشقه، كما تساعد الرئتان في طرد ثاني أكسيد الكربون كنفايات عند الزفير، إلا أن تدخين المنتجات القابلة للاحتراق أو التي تشتعل بالنار مثل السجائر أو الشيشة، ضارة بشكل خاص.
والجدير بالذكر أن التدخين يتسبب في حوالي 84% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة، و 83% من الوفيات الناجمة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن .

اقرأ أيضا:

عجائب العسل.. تشتعل فيه النار.. ويقي من الأدوية القاتلة

آثار التدخين على الرئتين

يمكن أن يتسبب تدخين السجائر في أضرار جسيمة لصحتك، حيث تحتوي نفخة واحدة من السجائر على مزيج من 7000 مادة كيميائية، وعندما تدخن سيجارة، تصاب رئتيك بالدخان، ثم الدم الذي يتم نقله إلى أجزاء الجسم الأخرى يحمل أيضًا المواد الكيميائية السامة.
كما يحتوي التبغ على أول أكسيد الكربون، وهو غاز قاتل يزيح الأكسجين في دمك ويحرم أعضاءك من الأكسجين الذي تحتاجه.
وتشمل المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في دخان السجائر مادة الأكرولين، التي يمكن أن تسبب تلفًا لا يمكن إصلاحه في الرئة، حتى عند استهلاكها بكميات صغيرة.
كما تحتوي السجائر على موسعات الشعب الهوائية التي تفتح المسالك الهوائية للرئتين، والتي يمكن أن تزيد من كمية المواد الكيميائية الخطيرة التي تمتصها الرئتان.

كيف يؤثر التدخين على الأشخاص من الأعمار المختلفة؟

يمكن أن يؤثر تدخين السجائر على رئتي الأشخاص في جميع الفئات العمرية، حتى الأطفال الذين تدخن أمهاتهم أثناء الحمل، حتي لو كان تدخيناً سلبياً، قد يكون لديهم رئة غير طبيعية، كما يمكن للمراهقين الذين يدخنون السجائر أن تصبح رئتيهم أصغر وأضعف، ولا تنمو أبدًا إلى الحجم الكامل، وتفشل في أداء وظائفها على النحو الأمثل.

اقرأ أيضا:

الأزهر: التحرش بالأطفال جريمة منحطة حرمتها جميع الأديان والشرائع

التدخين أن يدمر الأهداب

ممراتك الهوائية مبطنة بفرشاة صغيرة مثل الشعر تسمى الأهداب، تزيل الأهداب المخاط والأوساخ حتى تظل رئتيك صافية، لكن التدخين يشل مؤقتًا ويقتل تلك الأهداب، مما يجعلك أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة تسمى سعال المدخن، وهو السعال المزمن الذي يظهر غالبًا لدى الأشخاص الذين يدخنون بانتظام.

المزيد من الآثار الجانبية على الرئتين

لا ينتهي الضرر الرئوي الناجم عن التدخين عند هذا الحد، بل أن 80٪ من حالات الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن ناتجة عن التدخين، والسبب الرئيسي الوحيد وراء معظم سرطانات الرئة هو التدخين، لدى كل من الرجال والنساء، هذا لأن المدخنون حوالي 20 مرة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من غير المدخنين.
وتشمل الأنواع الأخرى من السرطانات التي يسببها التدخين سرطان الحنجرة، وسرطان القصبة الهوائية، وسرطان القصبات الهوائية -أحد الممرات الهوائية التي تربط القصبة الهوائية بالرئتين-، وسرطان البلعوم الفموي، والفم، بما في ذلك أجزاء من اللسان والحنك الرخو واللوزتين وبجانب وخلف الحلق.

اقرأ أيضا:

"قريب في الرخاء بعيد في الشدة".. ماذا قالوا عن الأصدقاء لأجل الحاجة؟

التدخين السلبي

لا تقتصر الآثار الضارة للتدخين على من يدخنون السجائر، تجدر الإشارة إلى أن التدخين السلبي يمكن أن يؤثر بشكل خطير على صحة من حولهم أيضًا.
وتشمل الآثار الضارة للتدخين السلبي-على سبيل المثال لا الحصر- :
- زيادة خطر الإصابة بنزلات البرد والتهابات الأذن
- تفاقم الربو
- ارتفاع ضغط الدم
- تلف القلب
- خفض نسبة الكوليسترول الجيد (HDL)

اقرأ أيضا:

الاختبار الأخلاقي.. هل سيترك الأغنياء للفقراء نصيبهم من لقاح كورونا؟

اقرأ أيضا:

بيت لحم مهد ميلاد المسيح .. المدينة المقدسة تضم آثارًا كثيرة للعديد من أنبياء الله