أخبار

دراسة: قضاء بعض الوقت أمام الشاشات قد يكون صحيًا للأطفال

لهذا السبب.. "النوم على البطن" نهى عنه النبي وحذر منه الأطباء

الصدقة ترفع درجتك وتكفر سيئاتك إن أديتها بهذه الطريقة

من الوصايا العشر.. احفظ العهد ولا تغدر

"خير الدعاء".. دعاء يجمع بين خيري الدنيا والآخرة

حوار رائع بين رب العزة سبحانه وآخر رجل يدخل الجنة.. ماذا جاء فيه؟

لماذا يشترط الله علينا أن نذكره ليذكرنا؟.. هل ينسى أحدًا؟

ما يقال عند ذبح العقيقة وهل يشترط إحضار المولود؟

هؤلاء اشتروا آخرتهم بدنياهم فكسبوا الدنيا والآخرة.. التجارة مع الله لا تخسر أبدًا هذه فضائلها

"صديق وعدو.. ومحب وكاره".. احذر أن تقع في هذا المرض المُهلك

من ذا الذي يدعوه الله إلى دخول الجنة بغير حساب؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 17 مارس 2021 - 01:20 م

{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (الشورى: 40)


يقول العلامة الراحل محمد متولي الشعراوي:


الحق سبحانه وتعالى رحيم بعباده لطيف بهم، وحينما أجاز لهم الرد بالمثل في القصاص وفي المظالم أراد سبحانه أنْ يُرضي مواجيد المظلوم وعواطفه، وأنْ يريحه بالانتقام من ظالمه، لكن ضيَّق هذا الباب في حين أوسع باب العفو ورغّب فيه، ضيَّق عليك باب الانتقام حينما قال:{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ }[النحل: 126].

الحكمة من القصاص 


فالحق سبحانه حينما قال { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا.. } [الشورى: 40] إنما ليريح قلبك ويُنهي العداوة والبغضاء بين الطرفين، لكن أتضمن حين تنتقم أنْ ترد بالمثل؟ إن المثلية هنا أمر شاقّ جداً لا يقدر أحد عليه، ففي أبسط الأمور لو شخص ضرب الآخر ضربة، أو لطمه لطمة على وجهه، أيستطيع أنْ يردَّ بمثلها دون زيادة؟ ولو زاد عليها لكان هو الآخر ظالماً. إذن: في العفو سَعة ومخرج من هذا الحرج ومن هذا التضييق.

لذلك يُحكى أنه كان في إيطاليا رجل مُرابٍ أقرض شخصاً لأجَل، لكن اشترط عليه إذا لم يُؤدّ في الموعد المحدّد بينهما أنْ يقطع رطلاً من لحمه مقابل هذا الدَّيْن، فلما جاء الموعد ولم يدفع المدين ما عليه رفع الدائنُ أمره إلى القاضي، فأقره القاضي على شرطه وقال له من حقك أنْ تأخذ رطلاً من لحمه لكن تذكَّر إنْ زاد أخذنا الزيادة من لحمك أنت، وإنْ نقص أكملناه من لحمك أنت، فلم يملك المرابي إلا التراجع عن شرطه.

اقرأ أيضا:

بلقيس.. ملكة هداها ذكاؤها إلى الإيمان وحماية مملكتها من حرب خاسرة

عواقب الانتقام 


لذلك يقول تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } [الشورى: 40] وكأن الانتقام لا بدَّ وأنْ يجر صاحبه إلى منطقة الظلم.

وعن الإمام علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يومُ القيامة نادى مُنادٍ يقول: مَنْ كان أجره على الله فليقُم للجنة، فلم يرد أحد، فقال: من كان أجره على الله فليقم للجنة - يعني بغير حساب - فقالوا: ومَنْ الذي أجره على الله؟ قال: العافي عَمَّن أساء إليه ".

" ورُوي أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذات يوم بين أصحابه فضحك فسأله عمر رضي الله عنه: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: رأيتُ ربي يفصل في خصومة بين اثنين. فقال أحدهما: ربّ إن هذا أساء إليَّ فخُذْ من حسناته وأعطني بقدر إساءته، فقال له: ليس له حسناتٌ، لكن انظر، فنظر فإذا بقصور وأشياء عجيبة، فقال: لمَنْ هذه يا ربّ؟ قال: لمن عفا عن أخيه. فقال: عفوت عنه، فقال: فخُذْ بيد أخيك وادخُلا الجنة ".

ولك أنْ تتأمل كيف يصلح الخالق الخَلْق بهذه القيم، وما علينا إلا أنْ نُخرجها من المجال النظري إلى التطبيق والعمل.

والسيئة في قوله تعالى: { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } [الشورى: 40] يعني: عمل فيه إساءة لك بقول أو فعل، وليست سيئة الذنوب والمعاصي في حَقِّ الله تعالى.


الكلمات المفتاحية

الحكمة من القصاص عواقب الانتقام فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ الشيخ محمد متولي الشعراوي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (الشورى: 40)