أخبار

7 نصائح تحميك من الانتفاخ بعد تناول الطعام

دراسة: مساعدة الآخرين تحافظ على الدماغ وتحمي من الخرف

حينما تُغلق في وجهك.. كيف نأخذ بالأسباب؟

عش في جنة الله واربط بنفسك به بهذه الطريقة الجميلة..

مهموم بديوني .. لا تحزن عليك وردد هذه الأدعية

هل الملائكة تحرس الإنسان وتحفظه من المخاطر؟ (الشعراوي يجيب)

هل رأيت أحدًا أكرم من رسول الله؟.. اعرف المعنى الحقيقي

التسامح مع غير المسلمين.. مبدأ أقره النبي قبل 1400 عام

السحر يدمر الإنسان ويقلب الحياة .. وصفة سهلة لتلاشي. اضراره

هذا ما يدعو به المريض إذا اشتد عليه الألم

حينما تُغلق في وجهك.. كيف نأخذ بالأسباب؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 29 ديسمبر 2025 - 11:55 ص


من أفضل ما تواجه به عجزك عندما تضيق الدنيا في وجهك، هو العمل بسنة الأخذ بالأسباب وهي مقرَّرةٌ في كون الله تعالى، فلقد خلق الله هذا الكون بقدرته، وأودع فيه من القوانين، والسُّنن ما يضمن استقراره، واستمراره، وجعل المسببات مرتبطةً بالأسباب بعد إرادته تعالى؛ فجعل عرشه سبحانه محمولاً بالملائكة، وأرسى الأرض بالجبال، وأنبت الزَّرع بالماء وغير ذلك.

ووجَّه الله عباده المؤمنين إلى وجوب مراعاة هذه السُّنَّة في كل شؤونهم، الدُّنيويَّة، والآخرويَّة على السَّواء، قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]، وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15] .

وليس أدل على إحياء هذه السنة الكونية من قصة مريم حينما طلب الله تعالى طلب من السَّيدة مريم، أن تباشر الأسباب وهي في أشدِّ حالات ضعفها. قال تعالى: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [مريم: 25] .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوجِّه أصحابه دائماً إلى مراعاة هذه السُّنَّة ، فما تخلف المسلمون إلا بتركها، وما نجح هؤلاء الكفار، وبلغوا ما بلغوه لأنَّهم أقرب إلى الله، أو أرضى له، ولم يبلغوا ما بلغوا بسحرٍ، أو بمعجزةٍ، أو لأنَّهم خلقٌ آخر متميِّز، ولم يقيموا الصِّناعات، أو يجوبوا البحار، أو يخترقوا أجواء الفضاء؛ لأنَّ عقيدتهم حقٌّ، أو لأنَّ فكرهم سليمٌ، إنَّهم بلغوا بذلك؛ لأنَّ السبيل إلى هذا التَّقدُّم دربٌ مفتوح لجميع خلق الله، مؤمنهم، وكافرهم، برِّهم، وفاجرهم.

اقرأ أيضا:

عش في جنة الله واربط بنفسك به بهذه الطريقة الجميلة..

قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ﴾ [هود: 15] .

 إنَّ الله سبحانه وتعالى جعل التَّمكين في الحياة يمضي بالجهد البشريِّ، وبالطَّاقة البشريَّة، على سُننٍ ربَّانيَّةٍ ثابتةٍ، وقوانين لا تتبدَّل، ولا تتحوَّل؛ فمن يُقدِّم الجهد الصَّادق، ويخضع لسنن الحياة؛ يصل على قدر جهده، وبذله، وعلى قدر سعيه، وعطائه. إنَّها السُّنَّة الَّتي أرادها الله في هذه الحياة، إنَّها مشيئته، وسنَّته، وإرادته صحيحٌ: أنَّ هذا التَّقدُّم كلَّه لا يفتح للكافرين أبواب الجنَّة، ولا يغني عنهم شيئاً، ولكنَّ التَّقصير من جانب المسلم إثمٌ يحاسب عليه.

فالمؤمن يتَّخذ الأسباب من باب الإيمان بالله، وطاعته فيما يأمر به من اتِّخاذها، ولكنَّه لا يجعل الأسباب هي الَّتي تنشئ النَّتائج، فيتوكَّل عليها.

فالَّذي ينشئ النَّتائج كما ينشئ الأسباب هو قدر الله، ولا علاقة بين السَّبب والنَّتيجة في شعور المؤمن.. اتِّخاذ السَّبب عبادةٌ بالطاعة، وتحقُّق النتيجة قدرٌ من الله مستقلٌ عن السَّبب، لا يقدر عليه إلا الله، وبذلك يتحرَّر شعور المؤمن من التعبُّد للأسباب والتَّعلُّق بها، وفي الوقت ذاته هو يستوفيها بقدر طاعته؛ لينال ثواب طاعة الله في استيفائها.

ولقد قرَّر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرةٍ ضرورة الأخذ بالأسباب مع التَّوكُّل على الله تعالى، كما نَبَّهَ على عدم تعارضهما.

يروي أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: أنَّ رجلاً وقف بناقته على باب المسجد، وهمَّ بالدُّخول، فقال: يا رسول الله! أرسلُ راحلتي، وأتوكل؟… وكأنه كان يفهم أن الأخذ بالأسباب ينافي التَّوكُّل على الله تعالى، فوجَّهه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ مباشرة الأسباب أمرٌ مطلوبٌ، ولا ينافي – بحالٍ من الأحوال – التَّوكُّل على الله تعالى، ما صدقت النِّيَّة في الأخذ بالأسباب، فقال له صلى الله عليه وسلم: «بل قيِّدها وتوكَّل».

وفي هذا الحديث الشَّريف حثٌّ على التَّوكُّل، مع الإشارة إلى أهمِّية الأخذ بالأسباب؛ حيث أثبت الغدوَّ، والرَّواح للطَّير مع ضمان الله تعالى الرِّزق لها. ويمكن تلخيص نظرة الإسلام في هذه القضيَّة، في النُّقاط التَّالية:

 1. يقرِّر الإسلام مبدأ الأخذ بالأسباب، ذلك؛ لأنَّ تعطيل الأخذ بالأسباب تعطيلٌ للشَّرع، ولمصالح الدُّنيا.

 2. الاعتماد على الأخذ بالأسباب وحدها، مع ترك التوكُّل على الله، شركٌ.

 3. يربط الإسلام اتخاذ الأسباب بالتَّوحيد، مع الاعتقاد بأنَّ أمر الأسباب كلِّها بيد الله.

 4. المطلوب من المسلم إذاً، هو اتِّخاذ الأسباب مع التوكُّل على الله تعالى. ولا بدَّ للأمَّة الإسلاميَّة، أن تدرك: أنَّ الأخذ بالأسباب للوصول إلى التَّمكين أمرٌ لا محيص عنه، وذلك بتقرير الله تعالى حسب سنَّته الَّتي لا تتخلَّف، ومن رحمة الله – تعالى -: أنَّه لم يطلب من المسلمين فوق ما يستطيعونه من الأسباب، ولم يطلب منهم أن يُعِدُّوا العُدَّة التي تكافئ تجهيز الخصم، ولكنَّه سبحانه قال: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60] . فكأنه تعالى يقول لهم: افعلوا أقصى ما تستطيعون، احشدوا أقصى إمكاناتكم؛ ولو كانت دون إمكانات الخصوم، فالاستطاعة هي الحدُّ الأقصى المطلوب، وما يزيد على ذلك يتكفَّل الله تعالى به، بقدرته الَّتي لا حدود لها؛ وذلك لأنَّ فعل أقصى المستطاع هو برهان الإخلاص، وهو الشَّرط المطلوب؛ لينزل عون الله، ونصره.

اقرأ أيضا:

مهموم بديوني .. لا تحزن عليك وردد هذه الأدعية

الكلمات المفتاحية

الأخذ بالأسباب التوكل على الله السعي على الرزق كيف تواجه الفقر

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled من أفضل ما تواجه به عجزك عندما تضيق الدنيا في وجهك، هو العمل بسنة الأخذ بالأسباب وهي مقرَّرةٌ في كون الله تعالى، فلقد خلق الله هذا الكون بقدرته، وأودع