منذ انتشار مرض جدري القرود النادر في العديد من دول العالم، خارج معقله التقليدي في منطقة غرب إفريقيا في مايو الماضي، يسابق العلماء الزمن في محاولة لاحتواء آثاره، والحيلولة دون تطوره إلى وباء على غرار كوفيد - 19.

وكشف العلماء عن مجموعة من الأعراض الجديدة لمرض جدري القرود من خلال القيام بأكبر مراجعة للحالات حتى الآن في 16 دولة.

أعراض جدري القرود

وتتشابه أعراض جدري القرود مع الإنفلونزا، مع انتشار طفح جلدي من الوجه حول الجسم في الأيام التالية، وهو يشبه الجدري المائي، حيث تتحول البقع الصغيرة إلى بثور قبل قشرها.

لكن في تقرير نُشر في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، قال العلماء إن العديد من المصابين ظهرت عليهم أعراض غير معتادة، "تشمل آفات تناسلية وتقرحات في الفم أو الشرج".

وقال الدكتور جون ثورنهيل، مستشار الصحة الجنسية، والمحاضر بجامعة "كوين ماري" بلندن، إن واحدًا من كل عشرة أشخاص كان لديه آفة جلدية واحدة فقط في منطقة الأعضاء التناسلية، و15 في المائة يعانون من آلام الشرج و/ أو المستقيم.

اظهار أخبار متعلقة

الآفات الجلدية على الأعضاء التناسلية

وأظهرت النتائج أنه من بين 54 حالة، "بدت الآفات الجلدية على الأعضاء التناسلية أكثر شيوعًا"، بينما كانت الحمى والإرهاق أقل شيوعًا. وما يثير القلق أن يتم الخلط بين هذه الأعراض والأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا، مثل الثآليل التناسلية أو الزهري، أو حتى القروح الباردة.

وقالت الدراسة، وفقًا لصحيفة "ذا صن"، "إن الأعراض السريرية تشبه أعراض الأمراض المنقولة جنسياً ويمكن أن تؤدي بسهولة إلى التشخيص الخاطئ. في بعض الأشخاص، أدت الأعراض الشرجية والفموية إلى دخول الأشخاص إلى المستشفى للتعامل مع الألم وصعوبة البلع".


وأوضحت أن "هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية التعرف على هذه الأعراض السريرية الجديدة وتثقيف المتخصصين في الرعاية الصحية حول كيفية التعرف على المرض وإدارته - يمكن أن يؤدي التشخيص الخاطئ إلى إبطاء اكتشافه، وبالتالي إعاقة جهود السيطرة على انتشار الفيروس".

و"ستؤدي الدراسة بالتالي إلى زيادة معدلات التشخيص عند ظهور أعراض الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي التقليدية على الأشخاص من المجموعات المعرضة للخطر"، وفقًا للدراسة.

الانتشار عن طريق الجنس

ولا يعد جدري القرود من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، ولكنه ينتشر في الغالب عن طريق الجنس، نظرًا لأنه ينتقل عن طريق التلامس الوثيق مع الجلد.

وقال الدكتور ثورنهيل: "يمكن الحصول على (جدري القرود) من خلال أي نوع من الاتصال الجسدي الوثيق. ومع ذلك، يشير عملنا إلى أن معظم حالات انتقال العدوى حتى الآن كانت مرتبطة بالنشاط الجنسي - بشكل أساسي، ولكن ليس حصريًا، بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال".

ووجدت الدراسة أيضا "نسبة كبيرة من عينات السائل المنوي التي تم اختبارها من الأشخاص المصابين بجدرى القرود".

يأتي ذلك فيما حذر مسؤولو الصحة ببريطانيا من "مجموعة أدلة" تظهر أن السائل المنوي يمكن أن يحتوي على جدرى القرود. وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق الجنس، فقد طُلب من البريطانيين استخدام الواقي الذكري لمدة 12 أسبوعًا على الأقل بعد التعافي.

وحذر البروفيسور كلوي أوركين من جامعة "كوين ماري" في لندن، قائلاً: "الفيروسات لا تعرف حدودًا وقد تم الآن وصف عدوى جدري القردة في 70 دولة وفي أكثر من 13 ألف شخص".