طور العلماء، برنامجًا للذكاء الاصطناعي يمكنه أن يتنبأ بخطر الموت المبكر عن طريق قياس سماكة الشرايين والأوردة الدقيقة في الجزء الخلفي من العين، والتي يعتقد أنها تحتوي على معلومات أساسية حول صحة القلب.

ويمكن أن تؤدي مشاكل الدورة الدموية إلى زيادة سماكة الأوعية الدموية في الشبكية مما يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر دون علاج.

الدراسة التي أجريت على 88 ألف بريطاني، ونشرت في المجلة البريطانية لطب العيون، تمكنت من توقع 54 في المائة من حالات الأزمات القلبية والسكتات الدماغية و58 في المائة من الوفيات بأمراض القلب.

بديل غير جراحي

وقال الأطباء، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل"، إن الطريقة المسماة التحليل الكمي لأوعية الشبكية وطوبولوجيا وسيز (QUARTZ) تقدم بديلاً "غير جراحي" ويمكن استخدامها للتحقق من صحة القلب أثناء فحوصات العين المنتظمة.

وأمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة بالولابات المتحدة، حيث تودي بحياة شخص واحد كل 34 ثانية، أو 690 ألف شخص سنويًا. ولا توجد إرشادات حول عدد المرات التي يجب فيها فحص شخص ما للكشف عن أمراض القلب.

لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصي بأن يتم فحص جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 20 عامًا للكشف عن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم - وهو مؤشر على الإصابة بأمراض القلب - كل خمس سنوات على الأقل.

كما يوصون بإجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم وفحص مستويات الجلوكوز في الدم كل ثلاث سنوات.

وتجرى الاختبارات عادةً من خلال مراعاة العمر والجنس وحالة التدخين وضغط الدم لتحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ويراقب الأطباء أيضًا مستويات الكوليسترول في الدم، من خلال فحص الدم.

اقرأ أيضا:

بعيدًا عن "أعواد القطن".. أفضل الطرق لتنظيف أذنيك بأمان

تصوير الأوعية الدموية في شبكية العين

واستخدمت الطريقة الجديدة تصوير الأوعية الدموية في شبكية العين، والذي يصور الجزء الخلفي من العين لإظهار الأوعية الدموية مع العصب البصري. ويستخدمها الأطباء أثناء اختبارات العين للتحقق من المشكلات الصحية، مثل تنكس الشبكية – والمياه الزرقاء حيث يتلف العصب البصري.

وطور العلماء، برنامج كمبيوتر يمكنه قراءة الفحوصات لأخذ آلاف القياسات لعرض الأوعية الدموية عبر شبكية العين، ثم يقوم بتحليلها لمعرفة ما إذا كانت متماسكة. وتُستخدم النتائج جنبًا إلى جنب مع عمر الشخص وحالة التدخين والتاريخ الطبي لتقدير خطر الوفاة بسبب أمراض القلب.

وأظهرت النتائج في العينة، أن الخوارزمية تنبأت بـ 191 حالة وفاة بسبب أمراض القلب، ولكن تم تسجيل 327 (58 في المائة). كما يقدر أنه سيكون هناك 454 حالة من السكتات الدماغية أو الأزمات القلبية في المجموعة، وتم تسجيل 839 حالة (54 في المائة).

وكانت متابعة العينة البريطانية بعد حوالي سبع سنوات من فحص العين الأولي في المتوسط.

واختبرت الخوارزمية أيضًا على مجموعة منفصلة من 7400 مريض في أوروبا تتراوح أعمارهم بين 48 و 92 عامًا. وسجلت 50 في المائة من 201 حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب، و48 في المائة من السكتات الدماغية والأزمات القلبية خلال فترة حوالي تسع سنوات.

قالت الدكتورة أليجا رودنيكا، عالمة الأوبئة، قائدة الدراسة، إنها أعطت "تنبؤًا أفضل" لخطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالطرق الحالية.

وأضافت: "في عموم السكان، يمكن استخدامها كشكل من أشكال عدم الاتصال لفحص صحة الأوعية الدموية، (لنقل) الأشخاص المعرضين لمخاطر متوسطة إلى عالية... لمزيد من تقييم المخاطر السريرية".