أظهرت دراسة جديدة، أن الأكل المقيد بالوقت - شكل من أشكال الصيام المتقطع – يمكن أن يوفر للعاملين بنظام الورديات طريقة صحية أفضل لتناول الطعام.

وأصبح تقييد الوقت إستراتيجية شائعة لإنقاص الوزن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى بساطتها. وعند اتباع هذا النظام، يقيد الناس أنفسهم بتناول الطعام في فترة زمنية معينة كل يوم، بخلاف المشروبات الخالية من السعرات الحرارية.

وأظهرت دراسات صغيرة، أن تقييد الأكل - ست ساعات - يمكن أن يساعد الناس على التخلص من بعض الوزن. وهناك أيضًا بعض الأدلة على فوائد أخرى غير فقدان الوزن، وفقًا للدكتورة بام توب، طبيبة القلب والأستاذة بكلية الطب بجامعة سان دييجو.

في إحدى الدراسات الحديثة، وجدت هي وزملاؤها أن الأكل المقيّد بالوقت يساعد الأشخاص المصابين بالسمنة على فقدان بعض الوزن. علاوة على ذلك، انخفضت مستويات الكوليسترول "الضار" لديهم إلى درجة أعلى مما كان متوقعًا من فقدان الوزن وحده.

عمال الورديات

واختبرت الدراسة، نظام الأكل المقيد بالوقت على عمال الورديات - على وجه التحديد، رجال الإطفاء الذين يعملون بنظام الورديات لمدة 24 ساعة، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

وقالت توب إن دراسة العاملين بنظام الورديات أمر مهم، لأن جداولهم غير المنتظمة تعرضهم لخطر أكبر لزيادة الوزن وأمراض "القلب والأوعية الدموية" مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.

وتملي إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية لجسم الإنسان أن يكون الناس نشيطين وأن يأكلوا أثناء النهار، وأن يناموا - ولا يأكلوا - عندما يحل الظلام. بينما العمل بنظام الورديات يقضي على تلك الإيقاعات.

شملت الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة "سيل ميتابوليزم"، 137 من رجال الإطفاء في سان دييجو عملوا في نوبات لمدة 24 ساعة، مرتين في الأسبوع.

وقامت توب وزملاؤها بتخصيص رجال الإطفاء بشكل عشوائي لمجموعتين: واحدة بقيت مع جدول الأكل المعتاد، والأخرى ملتزمة بتقييد الوقت لمدة 12 أسبوعًا - وتضييق وقت الأكل اليومي من متوسط 14 ساعة إلى 10 ساعات.

اقرأ أيضا:

بعيدًا عن "أعواد القطن".. أفضل الطرق لتنظيف أذنيك بأمان

حمية البحر الأبيض المتوسط

تم تشجيع كلا المجموعتين أيضًا على اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تركز على الفواكه والخضروات والأسماك والحبوب الغنية بالألياف والدهون "الجيدة" مثل زيت الزيتون.

قالت توب إن أحد الأهداف الرئيسية هو معرفة ما إذا كان تناول الطعام المقيّد بالوقت آمنًا لرجال الإطفاء - الذين اعتادوا تناول وجبة خفيفة كلما شعروا أنهم بحاجة إلى الطاقة.

وأظهرت النتائج أن خطة الأكل لا تسبب أي مشاكل، إذ لم يبلغ رجال الإطفاء في المجموعة المقيدة بالوقت عن أي مشاكل مع التعب أو أعراض أخرى يمكن أن تتداخل مع قدرتهم على القيام بعملهم، بحسب تاب.

وكان رجال الإطفاء يتمتعون بصحة جيدة للبدء، ولم ير الباحثون أي اختلافات واضحة بين مجموعتي الدراسة على مدار 12 أسبوعًا. ولكن عندما ركزوا على المجموعات الفرعية التي لديها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وجدوا بعض آثار تناول الطعام المقيَّد بالوقت. في المقابل، أظهر رجال الإطفاء الذين يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم أو ضغط الدم الانبساطي (الرقم السفلي في قراءة ضغط الدم)، تحسنًا أكبر في هذه الأرقام.