حذرت دراسة أجراها الصندوق العالمي لأبحاث السرطان من أن الأشخاص الأكثر طولاً معرضون لخطر الإصابة بستة أنواع مختلفة من السرطانات.

ومن المعروف أن هناك عددًا من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. النظام الغذائي والوزن، عادات نمط الحياة مثل التدخين وشرب الكحول قد تزيد من فرص الإصابة بالمرض.

بالإضافة لذلك، هناك عوامل أخرى خارجة عن الإرادة. ووفقًا للصندوق العالمي لأبحاث السرطان الدولي، يعد الطول أحد هذه العوامل.

العلاقة بين زيادة الطول وخطر الإصابة بالسرطان

وكجزء من مشروع التحديث المستمر التابع للجمعية، قام الفريق بتحليل الأدلة العالمية على الصلة بين النظام الغذائي والوزن والنشاط البدني والسرطان. وخلصوا إلى أن هناك دليلًا "قويًا" على أنه كلما زاد الطول كلما زاد خطر الإصابة بسرطان المبيض والبروستاتا والبنكرياس والقولون والمستقيم والثدي والكلى.

وبشكل أكثر تحديدًا، استنتجت الدراسة بأن كل خمسة سنتيمترات إضافية في الطول تزيد من المخاطر بالمقادير التالية:

-الكلى - زيادة خطر الإصابة بنسبة 10 في المائة
-سرطان الثدي قبل وبعد انقطاع الطمث - 9 و11 في المائة على التوالي
-المبيض – 8 بالمائة
-البنكرياس - 7 بالمائة
-القولون والمستقيم - 5 بالمائة
-البروستاتا – 4 بالمائة.

اظهار أخبار متعلقة

لماذا يؤثر الطول على مخاطر الإصابة بالسرطان؟

كشفت سوزانا براون، مديرة البرنامج العلمي للصندوق العالمي لأبحاث السرطان عن الروابط بين مخاطر الإصابة بالسرطان والعملية المؤدية إلى طول القامة، وليس الطول نفسه.

قالت، وفقًا لصحيفة "إكسبريس": "أهم شيء يجب تذكره هو أنه ليس طول الشخص نفسه الذي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. بدلاً من ذلك، فإن العملية التي يخضع لها الجسم لجعله طويل القامة مرتبطة بالسرطان".

وأضافت "بعبارة أخرى، الطول النهائي للشخص البالغ هو تمثيل مرئي لعملية النمو التي مر بها جسم الشخص منذ الحمل وحتى البلوغ. لا تتأثر هذه العملية بالجينات فحسب، بل تتأثر أيضًا بعوامل النمو القابلة للتعديل (مثل عوامل النمو مثل الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين وهرمون النمو والهرمونات الجنسية مثل الاستروجين) في الرحم وأثناء الطفولة ومرحلة المراهقة".

وتابعت: "لذلك يجب اعتبار الطول فقط كمؤشر، لسلسلة الأحداث والتجارب بأكملها من الحمل إلى مرحلة البلوغ - وهو أمر مهم هو تحديد جانب أو جوانب هذه العملية التي تؤثر على خطر الإصابة بالسرطان".

اقرأ أيضا:

دراسة: رفع الأثقال يعمل على تعزيز قوة الدماغ

العوامل التي تحدد الطول

بينما يتأثر الطول بالوراثة، تلعب التغذية دورًا أيضًا.

قالت براون: "نحن نعلم أن الناس ينمون إلى أقصى ارتفاع لهم في سن العشرين تقريبًا، وأن طول الشخص يتأثر جزئيًا بجيناته بالإضافة إلى الجودة الغذائية وكمية الطعام الذي يتلقونه في مرحلة النمو والتطور".

يتضح تأثير البيئة على الطول من خلال الزيادة في الطول في العديد من البلدان في بداية القرن التاسع عشر، مما يعكس التحسينات في النظافة والتغذية خلال تلك الفترة.

وتابعت "ونعلم أيضًا أنه يمكن تسريع نمو الأطفال من خلال إطعامهم تركيبة غنية بالبروتين، والتي تؤدي بدورها إلى زيادة الطول. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الأثقل وزنًا بالنسبة لطولهم (بسبب الدهون بشكل أساسي) يميلون إلى النمو بشكل أسرع ويصبحون أطول (وأكثر بدانة). هؤلاء الأطفال يصلون أيضًا إلى مراحل نمو مبكرة".

وذكرت أنه "في البلدان ذات الدخل المرتفع - حيث يميل الناس إلى أن يكونوا طويلين نسبيًا وتميل معدلات السمنة أيضًا إلى الارتفاع - انخفض عمر بلوغ الفتيات بشكل مطرد خلال العقود القليلة الماضية من حوالي 15 عامًا إلى أقل من 11 عامًا".

وأوضحت أن "كل هذه العمليات ناتجة بشكل مباشر أو غير مباشر عن التغذية أثناء النمو، وتغيير مستويات الهرمونات (إما هرمونات مرتبطة بالنمو أو بالهرمونات الجنسية)".

وتابعت "تؤثر هذه الهرمونات على كل من البنية المرئية للأشخاص (مثل طولهم) ونمو الخلايا وسلوكها داخل الجسم، لذلك يبدو من المحتمل أن هذه هي على الأقل جزءًا من السبب الذي يجعل الأشخاص الأطول أكثر عرضة للإصابة بهؤلاء الأشخاص الستة السرطانات".

تشمل أعراض السرطان العامة ما يلي:

-السعال وألم الصدر وضيق التنفس
-التغييرات في عادات الأمعاء
-الانتفاخ
-النزيف
-الكتل
-شامات الجلد
-فقدان الوزن غير المبرر
-آلام البطن أو الظهر.