ساعة ذكية تقلل من الغضب لدى الأطفال

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 19 ديسمبر 2025 - 11:29 ص

طورت عيادة مايو كلينك نظام ساعة ذكية ينبّه الآباء إلى أن أطفالهم على وشك الغضب والصراخ حتى يتمكنوا من تهدئتهم في البداية، مما يؤدي إلى أطفال أكثر هدوءًا، ويعزز الروابط بين الآباء والأبناء.

خلال الدراسة التي نُشرت في مجلة "جاما نتوورك أوبن"، ارتدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، والذين تلقوا علاجًا للتفاعل بين الوالدين والطفل في عيادة مايو كلينك ساعة ذكية لمدة 16 أسبوعًا.

الإجهاد الفسيولوجي لدى الطفل

ويمكن للساعة أن ترصد إشارات الإجهاد الفسيولوجي لدى الطفل، مثل زيادة معدل ضربات القلب أو التغيرات في الحركة. وأُرسلت هذه الإشارات إلى تطبيق مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي على هواتف الوالدين، لتنبيههم للتواصل مع طفلهما.

ووجد الباحثون أن الإشارات ساعدت الآباء على التدخل في غضون أربع ثوانٍ، وقللت من نوبات الغضب الشديدة بمعدل 11 دقيقة- أي نصف الوقت الذي يستغرقه العلاج التقليدي.

لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات على مجموعات سكانية أكبر قبل طرح هذه الساعة الذكية في السوق، وفقًا لصحيفة "نيويورك بوست".

مع ذلك، يُظهر هذا البحث كيف يمكن لهذه التقنية أن تسد فجوة في الرعاية الصحية العقلية للأطفال لتوفير دعم أفضل للآباء أثناء وجودهم في المنزل أو عندما لا تتوفر المساعدة المهنية.

وقالت ماجدالينا رومانوفيتش، الطبيبة النفسية للأطفال في مايو كلينك والمشاركة في قيادة الدراسة: "توضح هذه الدراسة أن حتى التدخلات الصغيرة التي تتم في الوقت المناسب يمكن أن تغير مسار نوبة اضطراب عاطفي لدى الطفل".

وأضافت: "تمنح هذه اللحظات الآباء فرصة للتدخل بأفعال داعمة- الاقتراب أكثر، وتقديم الطمأنينة، وتسمية المشاعر، وإعادة توجيه الانتباه قبل أن تتفاقم نوبة الغضب".

وقاد نفس فريق الباحثين دراسة سابقة فحصت بيانات الساعات الذكية المتعلقة بمعدل ضربات القلب والنوم والحركة لدى الأطفال الذين يتلقون رعاية نفسية.

خوارزمية التعلم الآلي والتنبؤ بسلوك الطفل

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة علم الأدوية النفسية للأطفال والمراهقين أن خوارزمية التعلم الآلي قادرة على التنبؤ بسلوك الطفل بدقة تصل إلى 81 بالمائة. وقد تم تنبيه الآباء إلى احتمالية حدوث نوبة غضب قبل ساعة من وقوعها.

ويمكن أن يتسبب القلق أو الاكتئاب أو الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال في مشاكل تمتد إلى مرحلة البلوغ، فضلاً عن تأثيرها على الرفاهية الحالية للأطفال والأسر.

وعلى الرغم من أن العلاج النفسي غالبًا ما يكون العلاج الأولي، إلا أن البيانات المستقاة من الأجهزة الذكية اليومية يمكن أن تساعد في تحسين الرعاية، وبخاصة خارج نطاق العيادة.

قال بول كروركين، الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين في مايو كلينك، والمشارك في تأليف الدراسة: "قد تبدو الساعة الذكية بسيطة، ولكن عندما تكون مدعومة بعلاجات قائمة على الأدلة وتحليلات متقدمة، فإنها تصبح شريان حياة للعائلات التي تحاول إدارة الأعراض السلوكية الحادة في المنزل".