كيف يمكن أن يكون حجم المؤخرة الأكبر علامة على التوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه؟

بقلم | فريق التحرير | السبت 27 ديسمبر 2025 - 01:50 م

غالبًا ما تشترك الاضطرابات النمائية العصبية مثل التوحد واضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه في الأعراض، بما فيها التحديات في المواقف الاجتماعية، والحفاظ على التركيز، وإدارة المشاعر.

لكن الأبحاث تكشف عن علامة مفاجئة تتمثل في بروز المؤخرة. ولا يتعلق الأمر عادةً بالوراثة أو شكل الجسم. بل يرتبط غالبًا بمشكلة شائعة في وضعية الجسم تسمى ميل الحوض الأمامي.

في هذه الحالة، يميل الجزء الأمامي من الحوض إلى الأمام بدلاً من أن يبقى في وضع محايد، مما يتسبب في انحناء أسفل الظهر إلى الداخل أكثر من المعتاد.

والنتيجة: بطن بارز وأرداف بارزة، مما يخلق ما يسميه البعض "مؤخرة البطة".

ميل الحوض الأمامي

وعلى الرغم من أن أي شخص يمكن أن يعاني من ميل الحوض الأمامي، إلا أنه شائع لدى الأطفال المصابين بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

والتوحد هي حالة تؤثر على التعلم والسلوك والتواصل والتفاعل الاجتماعي. أما فرط النشاط ونقص الانتباه، فهو اضطراب نمائي يؤثر على الانتباه والتركيز وفرط النشاط والاندفاع.

أحد أسباب ميل هؤلاء الأطفال إلى الإصابة بميل الحوض الأمامي هو أنهم غالبًا ما يعانون من ضعف في قوة العضلات، مما قد يجعل عضلات الجذع والأرداف ضعيفة للغاية بحيث لا تستطيع الحفاظ على استقامة الحوض بشكل صحيح.

ويمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة أو تكرار حركات مثل المشي على أطراف الأصابع إلى شد عضلات الورك وأسفل الظهر، مما يدفع الحوض إلى خارج موضعه بشكل أكبر، وفق صحيفة "نيويورك بوست".

مشاكل في التوازن

علاوة على ذلك، يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من مشاكل في التوازن والوعي الجسدي، مما يجعل الحفاظ على الوضعية الصحيحة أثناء الوقوف أو الحركة أكثر صعوبة.

ويمكن أن تؤدي هذه التحديات مجتمعة إلى مجموعة من الاختلافات في وضعية الجسم، بما فيها بروز الرأس للأمام، واستدارة الكتفين، وميلان الحوض.

في إحدى الدراسات، استخدم الباحثون تحليل الحركة ثلاثي الأبعاد لمقارنة أنماط المشي ووجدوا أن الأطفال في سن المدرسة المصابين بالتوحد يميلون إلى المشي بحوض مائل للأمام أكثر من أقرانهم الذين ينمون بشكل طبيعي.

كما أن هؤلاء الأطفال لم يدفعوا بأقدامهم بقوة عند المشي، وكان فخذهم منحنيًا إلى الأمام أكثر من المعتاد.

وفي دراسة أخرى، وجد الباحثون أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم زاوية حوض أمامية أعلى بمقدار 4.5 درجة في المتوسط من الأطفال غير المصابين بهذه الحالة.

وكتب الباحثون: "تشير نتائجنا إلى أن زاوية الحوض الأمامية تمثل متغيرًا محددًا للمشي مرتبطًا بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".

وعلى الرغم من أن ميل الحوض الأمامي ليس مشكلة للجميع، إلا أنه قد يسبب أحيانًا ألمًا في أسفل الظهر والوركين والركبتين. كما يمكن أن يؤثر على الحركة، بما في ذلك التوازن والسرعة

ويمكن للتمارين التي تعمل على تمديد عضلات الورك وتقوية عضلات الأرداف وأوتار الركبة والجذع - مثل تمارين الجسر والبلانك ورفع الساق والجلوس على الحائط - أن تساعد في الحفاظ على استقامة الحوض بشكل صحيح.