عزيزي المسلم، لا تسأل لماذا يؤذيك الناس دون سبب، لأنه مثلما أنت تفرح لفعل الخير وتشعر أنك في قمة السعادة لذلك.. هناك أناس آخرون يعيشون نفس الإحساس وربما أكثر من السعادة بفعل الشر أو حينما يتعرض غيرهم لأذى ما.. الفرق الوحيد الذي يطمئنك هو هذا المثل: «أن كل ساقي سيسقى بما سقى».. وأن: «كل إناء ينضح بما فيه».
فكن كما أنت ممن يحبون الخير للناس، وإياك أن تقول يومًا: «اشمعنى أنا».. وتبدأ تتغير وتشعر بالفرح لأن فلان تعرض لأذى.. حتى لو كان فلان هذا من ألد أعدائك.. فالأخلاق لا تتجزأ.
كن كالشجرة
كن دائمًا كالشجرة، يلقيها الناس بالطوب، فتلقيهم بأطيب الثمار، فحب الخير للناس، إنما هو من تمام الإيمان بالله.
اقرأ أيضا:
الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!عن أَبِي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وما ذلك إلا لأن المؤمنين أولياء بعضهم، ويد الله دائما أبدًا مع الجماعة، فمن شذ فإنما يشذ على نفسه.
يقول المولى عز وجل موضحًا ذلك: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ» (التوبة: 71)، يعني بذلك أن يكون بينهم الولاء الذي يجعلهم يحب بعضهم بعضًا، وينصر بعضهم بعضًا، ويعين بعضهم بعضًا، دون أي غرور أو حقد أو حسد، وإنما باليقين أن ذلك كله لله عز وجل، إذ يقول رب العزة سبحانه: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ » (الحجرات: 10).
كيف نحقق الحب بين الناس؟
وسط هذا العالم المليء بالصراعات، كيف نحقق الحب بين الناس؟.. والإجابة ببساطة باليقين في الله، وبالعودة إلى الطريق الذي رسمه لنا المولى عز وجل ورسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فمن أحَب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه».
انظر لمعنى الحديث العظيم، ستجد أنه لا يجب أن يموت إنسان أبدًا وهو لا يحب الخير لكل الناس، فإن كان عكس ذلك والعياذ بالله، فإنما مات على غير ما جاء به الإسلام ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.