الإنسان لا يستطيع أن يستغني عن الله.. بحاجة إلى من يقيمه.. لأنه لا يملك أن يقيم ذاته
الله قائم بذاته.. وكلنا قيامنا بالله.. نحيا بإمداده لنا.. ومدد لنا هو سر وجودنا في الكون
ترى الدنيا صعبة أكبر من حجمك.. أكبر من قدرتك.. أخرج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته
القيوم يعامل كل إنسان بما يقيمه ويصلحه قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى، اسم الله القيوم، وهو القائم على شئون عباده "أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ"، فلا يغيب لحظة عن تدبير أمور خلقه، ولا يستريح من تعب، كل المخلوقات تخضع لأمره، ولا يمكن لأحد أن يستغنى عنه.
وفي سابع حلقات برنامجه الرمضاني "
كأنك تراه"، التي تحدث فيها عن اسم الله "القيوم"، شدد خالد على أنه "ليس للإنسان ذاتية مستقلة، حتى يستطيع أن يستغني عن الله.. لا غنى عن الله أبدًا.. فالإنسان بحاجة إلى من يقيمه.. لقيوم يقيمه.. فهو لا يملك أن يقيم ذاته بذاته.
وقال: "الله قائم بذاته، وكلنا قيامنا بالله.. نحن نحيا بإمداد الله لنا.. ومدد الله لنا هو سر وجودنا في هذا الكون.. يوم القيامة مشتق من كلمة القيام: "وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ"، كل العباد بلا استثناء يقومون بين يدي الله القيوم.. كل واحد منا مفتقر إلى الله، أما الله سبحانه فقائم بذاته مطلقًا لا بغيره، ويقوم به كل موجود "كُن فَيَكُونُ".. زل فيزول.. كل شيء قائم به وهو قائم بذاته.. الشمس قائمة به والنجوم والبحار والناس.. فإذا أمر القيوم بإزالتها.. زالت "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ".
وأضاف: "ومن عظمة الله القيوم، أنه يجعل كل شيء مفتقرًا إليه في قيامه، فلا يوجد شيء في هذا الكون قائم بذاته.. السموات لاعمد.. كل إنسان له مهارات، ومفتقد إلى مهارات أخرى لدى غيره (توزيع المهارات)، فكل منا يحتاج إلى غيره".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند الاستيقاظ: "الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره"، وكان إذا اشتد عليه أمر دعا الله: "يا حي يا قيوم برحمتك استغيث".
وذكر "خالد" أن "اسم الله الأعظم في صحيح البخاري "اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن".. "أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ": القائم على كل نفس بما كسبت .. كل له معاملة.. الصادق له معاملة، والخائن له معاملة، والمهمل له معاملة، والكسول له معاملة.. الشاب العفيف قبل الزواج، له زواج خاص، وأولاد مختلفون، وعمل مختلف.. هذا هو القيوم.. كما أن الشاب المنحرف قبل الزواج له زوجة مناسبة، وأولاد مختلفون، وعمل مختلف".
وتابع قائلاً: "القيوم يعامل كل إنسان بما يقيمه ويصلحه، لذلك جاء بعد القيوم: "لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" ولذلك جاء بعد القيوم "مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ"، لأن الكل مفتقر إليه في قيامة دنيا وآخرة".
ومضى "خالد" داعيًا إلى استحضار معنى اسم الله القيوم، قائلاً: "ترى الدنيا صعبة أكبر من حجمك.. أكبر من قدرتك.. أدخل ربك مالك الملك في المعادلة، لا تكن وحدك.. أخرج من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته.. أدخل ربنا في معادلة حياتك.. فمشكلة أغلب الناس أنه مصر يعيش بحوله وقوته.. أخرج إلى حول الله وقوته.. تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه".
وزاد: "إذا رأيت قوتك تذكر أن واهب القوة لك هو الله.. فقل لا حول ولا قوة إلا بالله.. إذا رأيت مالك تذكر أن واهب المال لك هو الله. إذا تذكرت علمك.. تذكر قارون: "إنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي"، "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ"".
وأردف: "تخيل لو أنك عشت بهذا الاسم اسم الله "الكبير".. كأنك تراه.. من كثرة تعلقك وإحساسك به.. تعبد الله به كأنك تراه.. فأسماء الله الحسنى هي طريق الإحساس العميق بالله.. طريقك للإحسان.. الذكر يملأ عقلك الباطن بحب الله.. وأفكارك وتصرفاتك هي ناتج المخزون في عقلك الباطن، الذكر يملأ عقلك الباطل بالله، ولن تصل للإحسان إلا بالذكر".