سلسلة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتعلق بفضائل شهر رمضان والجوائز الكبري التي تنتظر الصائمين القائمين في رمضان حال مداومتهم علي القيام عبادات معينة خلال هذه الأيام المباركة لتنجي ومن أهوال القيامة أولا وتؤمن شفاعة النبي ودخول الجنة من باب الصائمين
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، شرع في تقديم تفسيرالحديث الأول بالقول :إنه فيما رواه أحمد(6626)، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ،مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ،وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ،قَالَ: « فَيُشَفَّعَانِ ».
مركزالأزهر العالمي تابع في شرحه للحديث الشريف بالقول إن الصيام والقرآن خير شافعين ، فالمعنى الإجمالي للحديث، أن شهر رمضان المبارك يتضمن فضائل عديدة ومناقب كثيرة، من أجلها فضيلتان شهي، هما فضيلة الصِّيام، وفضيلةالقرآن، ففي شهر رمضان أنزل القرآن كاملًا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا مرةواحدة، وذلك في ليلة القدر كما قال ربنا: « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِالْقَدْرِ» ثم نزل مفرّقًا على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة.
ومضي المركز للقول شارحا للحديث النبوي الشريف : أماالصيام فقد جاء فرضه على النبي في العام الثاني من الهجرة، كما قال ربنا: "شَهْرُرَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْكَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَوَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
وبهاتين الفضيلتين كما أشار المركز العالمي للفتوي الإليكترونية تكتمل للأمة نوابع الرحمة وأمارات الفلاح،فالصيام يقي المسلم من صنائع السوء، ويحفظه من مزلات الشيطان، ويحميه من المعاصي والذنوب التي هي أهم أسباب النار، والقرآن ينير دربه، ويطمئن قلبه، ويرشده إلىمواطن الفلاح وهدايات النجاح، ويسلك به إلى طريق الجنة.ثمار الحديث الشريف لم تتوقف عند هذا الحد وفقا للمركزالعالمي للفتوي الإليكترونية حيث وصل شرحه قائلا :لعل شفاعة رمضان في محو السيئات وشفاعة القرآن في علو الدرجات، وبغض النظر عن حقيقة الشفاعة المقصودة هنا على حقيقتها أو أنها مجازية أو أن ملكا يوكل بذلك عنهما، فإن النتيجة حاصلة في قبول الشفاعة! حيث جاءت البشارة بالقبول في قوله: "فيشفعان".
وعاد مركز الأزهرالعالمي لإجمال فوائد الحديث الشريف بالقول أولًا اختصاص شهر رمضان الكريم بالصيام والقرآن،وثانيًا الصيام والقرآن متلازمان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وثالثًا منزلة فريضةالصيام في الشفاعة لصاحبها، ورابعًا منزلة قراءة القرآن في الشفاعة لصاحبها،وخامسًا الصيام والقرآن ينجيان من هول يوم القيامة
وفي السياق ذاته قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًايُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَيَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَد
المركز شدد في شرحه للحديث النبوي علي العلاقة الوثيقة بين الصيام ودخول الجنة بالقول إن الصيام باب للجنة، فالمعنى الإجمالي للحديث، أن النبي أخبر فى الحديث أن للصائمين بابا خاصا من أبواب الجنة سماه صلي الله عليه وسلم الريان، وقد ذكر الأئمة حكما في بيان سبب التسمية
المركز أرجع تسمية باب الصائمين بالجنة بالريان إلي كثرةالأنهار الجارية إليه والأثمار الطرية لديه، أو لأن من وصل إليه زال عنه العطش يوم القيامة ويدوم له الطراوة في دار المقامة، وقيل الريان فعلان كثير الري ضد العطش، سمى به لأنه جزاء الصائمين علىعطشهم وجوعهم، واكتفى بذكر الري عن الشبع لأنه يدل عليه من حيث إنه يستلزمه وبمثله.
ولم يفت مركز الأزهر الإشارة إلي أن دخول الصائمين الجنةيحدث دون سبق عذاب، لكن ما المقصود بالصائمين؟، وقيل إن المراد بالصائمين أمة محمدسموا به لصيامهم رمضان فمعناه لا يدخل من الريان إلا هذه الأمة، منوهًا بأن هذاقول بعيد ففيه تعميم بدخول الجنة لجميع الأمة؛ لكونهم صاموا رمضان.
ومع هذا نبه المركز خلال شرحه للحديث أنه ليس كل من صام يكون صائماً على الحقيقة فقد يصوم الشخص ولا يناله من صومه إلا الجوع والعطش كما أخرج الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال قال رسول الله رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ".
المركز دلل علي ذلك بالحديث الذي أخرجه البخاري بسنده عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، لافتًا إلى أن المراد بالصوم هوما كان صوماً مستجمعا لمقومات القبول من الإمساك عن كل ما حرم الله من قول أو فعلأو تفكير، لأن الطهر اللازم للصوم يحتم على المرء أن يضع نصب عينيه لكمال صيامه ماأفاده قوله تعالى: «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» الآية 36 من سورة الإسراء..
أي أن شروط الحصول علي ثواب الصوم ودخول الجنة من باب الصائمين وبحسب المركز أن يكون الصيام طاهرا مقترنا بالصيام والقيام والابتعاد عن الموبقات وصلة الأرحام وبر الوالدين وهي شروط لقبول الصوم من الله ودخول الجنة من باب الصائمين المسمي الريان .