الزوجة هي عماد الأسرة وعليها يقع دور كبير في نجاحها والعبور بها من مزالق خطيرة تتعرض لها.
فالمرأة تعيش مع زوجها حلو الحياة ومرها تصبر على فقره وعلى مرضه ويصبر هو عليها أيضا يتبادلان العيش بسلام ولولا ذلك عمت المشاكل وكثر البلاء.
من الثابت والواقع يثبت هذا أن كثيرا ما تكون حاجات
البيت والأسرة والأولاد أكبر من موارد البيت ولا تفي بكل المتطلبات والأغراض، ولا يكون أمام الأسرة إلا الاقتصاد والتصرف في حدود الموارد والعمل على زيادتها في حدود المتاح والممكن .
وفي هذه الحالة يتجلى دور المرأة في تفهم ظروف الزوج الاقتصادية، وتتعامل برفق وحكمة مع زوجها، كما تظهرفطرتهعا النقية وحبهالاللعيش بسلام حيث تحافظ عل بيتهعا من هذه الظروف وتمر به من هذه الحالة دون خسائر.
ودورها يظهر في أمور كثيرة فإما أن تواسيه وتساعده بمالها، أو تقتصد في النفقات وتراعي الأولويات، أو تساعده في البحث عن عمل يزيد به الدخل، لكن في جميع الأحوال لا تلح عليه بكثرة المطالب وهو عاجز عنها مما قد تضطره إلى البحث عن مصادر محرمة لزيادة الدخل كالرشوة والسرقة والغش ونحوها، أو تفتعل المشاكل معه، وتندب حظها العاثر، وتقارن نفسها بصديقاتها اللائي يعشن في أحياء راقية، أو يذهبن لهذا المصيف أو ذاك، ونحو ذلك مما تعيش معه في هم وقلق لا ينتهي إلا بالانفصال والطلاق.
ومما ينبغي على المرأة فعله في هذه الحالة ما يلي:
-الصبر والتصبر على أحةوال الزوج الطارئة.
-مواساته ورفع معنوياته والتحلم معه.
-معاونته قدر الوسع والوقوف معه في محنته.
-مشاركته همومه وأفراحه دون ضجر.
-اشتعار المسئولية وعدم الشكاية خاصة أمام الأهل والجيران.
-الدعاء لله أن يمر من هذا الظرف بسلام.
- الأخذ بأسباب الوقاية والتعامل الراشد مع الأزمة.
معدن أصيل:
نعم، يجب على المرأة أن تكون هي المفزع لزوجها بعد الله تعالى فيجد فيها السلوى والرفق وتقدير الحال، وتغير من تصرفاتها وسلوكها بما يتناسب مع الأوضاع الجديدة؛ فتقف معه في محنته حتى ينهض من عثرته، وتتقاسم معه الألم، وتعاونه بمالها وفكرها ورأيها، ولا تشعره بالعجز، أو تحمله ما لا يطيق.
كما أن عليها أن تراعي حقه وتتحمله في عسره وفاقته ونكبته، وضيقه وحرجه، وترفقها به، وتصبرها عليه وإن كان واجبا شرعيا باعتباره من التراحم والتواد المطلوب تحقيقه في الحياة الزوجية، والذي يعد مقصدا تشريعيا للزواج إلا أنه أيضا يكشف عن المعدن الأصيل للزوجة وعراقة أصلها ونبل أخلاقها وكرم نسبها ورجاحة عقلها الذي يدفعها إلى حسن التعامل مع الزوج في مثل هذه الأحوال حتى يتم العبور منها بسلام وأمان.
صور من الصحابيات:
ولتعلم اللزوجة الصالحة انها إن فعلت هذا فإنها تتخلق بأخلاق الإسلام فعن أنس – رضي الله عنه - قال : مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، قال: فجاء، فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب، فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم ؟ قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك، قال: فغضب، وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :بارك الله لكما في غابر ليلتكما..) .
فما أحوجنا لهذه الأخلاق في هذه الأيام حتى نعيش في سلام وأمان. ونعبر سفينة الحياة بنجاح.