حضارة النحل.. بالتأكيد هي حضارة علمَت البشر الانضباط وتوزيع الطاقات والعمل الجاد وتقديم الخير للغير.
والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم وصف المؤمن بالنحلة، ففي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل المؤمن مثل النحلة، لا تأكل إلا طيبًا، ولا تضع إلا طيبًا، وإن وقعت لا تكسر ولا تفسد».
فالنحل لا يمتص إلا رحيق الأزهار الفواحة .. لذا كان أطيب العسل البري الجبلي الذي ينتقي فيه النحل زهوره بنفسه لا بانتقاء الناس له.
اجتهاد النحل
عالم النحل، لا يعرف الكسل أبدًا، وإنما العمل الدؤوب، وكل نحلة لها مهمة يجب عليها أن تنفذها وبمنتهى الإجادة، بل منهم من تضحي بنفسها لأجل باقي الخلية.
من أهم صفات النحل، أنه صبور .. وكذلك المؤمن ... وأيضًا النحل قوي وصاحب عزيمة شديدة، يغالب الأمور ولا تغلبه ، يصارعها ولا تصرعه، وهكذا المؤمن.
كما أنه لا يؤذي إلا من هجم عليه وآذاه في سعيه أو خرب عليه خليته.. وعدا ذلك فهو ماض في عمله .. دؤوب في سعيه .. يتعالى عن سفاسف الأمور .. لا يقع على الجيف والميتة.. ولا يحب النتن من الأشياء .. وهكذا المؤمن يجب أن يكون.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟آيات الله في النحل
على الرغم من أنها حشرة ضئيلة، إلا أن الله اختص النحل بسورة كاملة في القرآن الكريم، باسمه، وما ذلك إلا لعظم ما يقوم به، والنظام الذي يتميز به.
ويمكن أن نأخذ طريقة ترتيب أولوياتنا، وبناء مجتمعاتنا، ومنه أيضًا نحصل على أشهى الطعام.
، قال تعالى: «وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (النحل الآية 67).
ولكي نعلم كيف لهذا النحل أن يتعب جدًا حتى يطعمنا أشهى الأكلات، فإنه يحتاج للمرور على أربع ملايين زهرة واحدة واحدة، لكي ينتج نصف كيلو جرام من العسل فقط.. فهلا تعلمنا من صبره وعزيمته، وكنا نحلا يبني ويطعم.. فهكذا يكون المؤمن.