في هذه الليلة المباركة "ليلة القدر " يسعي ملايين المسلمين عبر الاجتهاد في العبادات والطاعات لأن يمن الله عليهم بإدراك لية القدر والفوز بدعاء مستجاب علها تكون ليلة إجابة يفوز فيها عباد الله الصالحون بكل ما يتمنونه من ربهم في هذه الليلة العظيمةواستغلال نهر الرحمة الذيي حف به الله تعالي عباده خلال هذه الليلة التي هي خير من الف شهر.
مجمع البحوث الإسلامية، قال في منشور له إنه فيما ورد عنالسلف الصالح، أنهم بلغوا عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وأرشدونا إلى صيغةللدعاء مستجابة، لا يردها الله سبحانه وتعالى.
مجمع البحوث أوضح من خلال عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، أن هناك صيغة للدعاء أوصى بها السلف الصالح، تجعل الله يستجيب الدعاء، وهي أن يبدأ الدعاءبالصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ثم يسأل الله تعالى حاجته، ثم يختم دعاءه بالصلاة على النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم-.
المجمع أشار إلي وضعية خاصة للدعاء ليلة القدر حيث دلل علي ذلك بما ورد عن أبو سليمان الداراني -رضي الله عنه-، أنه قال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ حَاجَتَهُ فَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِعَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَسْأَلْ حَاجَتَهُ وَلْيَخْتِمْ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْبُولَةٌ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَكْرَمُ أَنْ يَرُدَّ مَابَيْنَهُمَا».
المجمع أشار إلي أفضل أفضل دعاء ليلة القدر هو الدعاءالذي علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم المؤمنين، وللمؤمنين من بعدها في ليلةالقدر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلةليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»،
وبحسب المجممع تعود أفضلية هذا الدعاء كونه دعاء جامعا، فيه الثناء على الله تعالى، والتذلل وطلب الصفح والمغفرة، وهذا الحال الذي يناسب ليلة القدر، مشيرا إلي أنه يمكن أن يدعو الإنسان بما شاء فيها، ولاسيما ما كان يقوله النبي صلى الله عليه في تهجده فيالليل
وكذلك تعود أفضلية هذا الدعاء إلي أن الدعاء المأثور عن النبي في ليلة القدر هو سؤال اللَّه عز وجل التجاوز عن الذنب، وترك العقاب عليه.
الإمام القرطبي رحمه اللَّه تعالى: معلقا علي أفضلية الدعاء "العفو، عفو اللَّه عز وجل عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة البتة" وقوله: "تحب العفو" أي أن اللَّه تعالى يحب أسماءه وصفاته، ويحب من عبيده أن يتعبَّدوه بها،والعمل بمقتضاها وبمضامينها، ويحب اللَّه تعالى العفوَ من عباده بعضهم عن بعض فيمايحب اللَّه العفو فيه.
بل أن المتتبع لدعاء اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عناي جد أن الدعاء يتضمن تخصيص اسم الله تعالى العفُوّ تأكيداً لمكانة هذه الليلة المباركة"ليلة القدر " ، التي يعفو الله تعالى فيها عن العبادفضلا عن إحساس العبد بالذّنب واعترافه بالخطأ والتّقصير يجعله يتضرّع إلى الله تعالى بطلب العفو.
كما يتضمن الدعاء كذلك استشعار حسن الظنّ بالله تعالى، فيعمر قلب المؤمن بالرجاء فضلا عن أن إلحاح العبد بهذا الدّعاء فيه إظهار لافتقار العبد لربّه، و تذلـله بين يديه، وتعلّقه بمرضاته سبحانه وتعالى
ومن الأدعية كذلك المستحبة في ليلة القدر " اللّهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا، وتُطهّر قلوبنا، وتُحصّن فروجنا، وتغفر لناذنوبنا، ونسألك الدّرجات العُلا من الجنة، اللّهم إنّا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ونستعينك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، اللّهم اختم لنا بخير، واجعل عواقب أمورنا إلى خير يا أرحم الراحمين يا كريم.
ومن الأدعية أيضا المستحبةفي هذه الليلة للّهم إنّاعبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، ناصيتنا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك،نسألك اللّهم بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداًمن خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا،ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك،وإلى جنّات النّعيم.