عزيزي المسلم، اعل من نفسك تكن عليًا بين الناس، تصغر من نفسك، تعش ضعيفًا صغيرًا بين الناس.. الشيخ محمد الغزالي رحمه الله له مقولة شهيرة: «الصغار دائمًا يهتمون بالصغائر فقط.. فمثلاً إذا رأيت من يهتم بشكل غير عادي بطريقة وضع اليد في الصلاة، هل هي فوق السرة أم تحتها؟.. ويتعبه ذلك أكثر ما يؤلمه دماء المسلمين في كل مكان اعلم انه مجرد مسخ».
الاهتمام بأمور المسلمين من أساس الدين، ومن ثم الاهتمام بأمور المجتمع ككل، أيضًا من أساس الدين، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم؛ مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى».

المؤمن للمؤمن كالبنيان

النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، له حديث عظيم عن الترابط بين المجتمع، حيث يقول: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».. لو نظرنا لمعنى كلمة كالبنيان لاستغربنا الوصف العظيم، لأن إن "فلتت" طوبة واحدة منه، لاشك انهدم البنيان عن آخره.
وكأنه صلى الله عليه وسلم يحذرنا أشد التحذير من أن نترك شخصًا واحدًا في حاجة لمساعدة ونرفض مساعدته، كأنها بداية الانهيار المجتمعي.. لذا على نهجه صلى الله عليه وسلم سار أصحابه رضي الله عنهم جميعًا، فكانوا كالجسد الواحد بالفعل وليس بالقول.
حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة للمسلمين يردد: «والله لو عثرت بغلة بالعراق لخشيت أن يسألني الله عنها: لم لم تسو لها الطريق؟».

اقرأ أيضا:

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

انظر حولك

عزيزي المسلم انظر حولك، إن كان يهمك أمر المسلمين، وأنت منهم، فكيف تضحك والأقصى أسير، وكيف تشغل بالك بأحدث الأغاني، وكثير من المسلمين مشتتون في الأرض، وكيف تمرح وتلهو، وبجانبك امرأة أرملة تحتاج للدعم والمساندة.
فهذا الفاروق عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين بل وفاته بأيام قلائل يقول : «لئن أبقاني الله لأعملن رأيًا للمسلمين لا تحتاج فيه بعدي أيم -وهي المرأة التي لا زوج لها- إلى رجل»، لكن توفاه الله عز وجل قبل أن يحقق ما قال.
النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم مكث شهرًا يدعو للمستضعفين من المسلمين الذين يعانون إيذاء المشركين واضطهادهم، وكان يقول في دعائه: «اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن ربيعة وسلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المسلمين».
وبلغ من اهتمامه بأمر المسلمين أنه كان يتحمل عمن مات منهم دينه، فكان يقول: «أنا أَولى بالمسلمين من أنفسهم، فمن مات وعليه دين، فعلينا قضاؤه، ومن ترك مالًا فلورثته».