يعد الدم أحد المكونات الرئيسية في جسم الإنسان وبدونه يفقد الحياة، ومؤخرًا أكدت الأبحاث نجاح استخدام بلازما المتعافين من فيرس كورونا في معالجة المصابين.. فما هي البلازما.. وما أهميتها؟  

مكونات الدم:

يتكون الدم من أربعة مكونات:

 -خلايا الدم الحمراء : هي نوع من الخلايا التي توجد في الدم بكثرة، وتكون على شكل أقراص مقعرة من الجانبين ومهمتها نقل الغازات داخل الجسم، لإحتوائها على مادة الهيموغلوبين التي تكسب الدم لونه الأحمر القاني.

 خلايا الدم البيضاء: توجد في الدم بشكل أقل عكس خلايا الدم الحمراء، ولها أهمية كبيرة كونها تشكل خط الدفاع الأول داخل الجسم.

 الصفائح الدموية : هي عبارة عن مواد أو أجسام ذات شكل دائري توجد في الدم، ومهمتها العمل على تجلط الدم في حال حدوث أي نزيف.

 بلازما الدم : وهي من مكونات الدم المهمة جداً كونها هي التي تكسبه خاصية السيولة وسهولة الحركة.

وبلازما الدم عبارة عن مادة سائلة شفافة يميل لونها إلى الصفرة، وأهم ما يميزها أنها عديمة الشكل، أي ليس لها شكل محدد، كما تشكل ما نسبته 55% من إجمالي حجم الدم الموجود في جسم الإنسان، وهي مهمة جداً لنقل الماء والأملاح والمواد الغذائية والهرمونات.

وظائف بلازما الدم: 

 لبلازما الدم وظيفتان مهمتان داخل الجسم:

 -تعمل على نقل المواد الغذائية اللازمة للخلية من مكان امتصاصها أو تصنيعها إلى باقي أجزاء الجسم.

 -العمل على نقل نواتج عمليات الأيض داخل الجسم؛ فهي إذًا تقوم بإحدى الوظائف الرئيسية للبلازما هي إزالة النفايات من الوظائف الخلوية التي تساعد على إنتاج الطاقة حيث تقبل البلازما هذه المخلفات وتنقلها إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل الكليتين أو الكبد ومن ثم التخلص منها، كما تساعد البلازما أيضا الحفاظ على درجة حرارة الجسم عن طريق امتصاص وإطلاق الحرارة حسب الحاجة.

التبرع  بالبلازما:

انتشر منذ سنوات التبرع بالبلازما لأهميتها خاصة عندما يفقد الشخص الكثير من الدم بسبب حادث أو جراحة؛ حيث يفقدون الكثير من البلازما، ومن خلال النظر إلى جميع وظائف البلازما ، يمكن أن يكون لذلك آثار خطيرة على صحة شخص ما.

كيفية  التبرع بالبلازما: 

هناك  طريقتان للتبرع البلازما:

الطريقة الأول: من خلال التبرع بالدم الكامل. ثم يفصل المختبر مكونات الدم ، بما في ذلك البلازما ، حسب الحاجة.

الطريقة الثانية: تشمل التبرع بالبلازما فقط، و يتم تنفيذ هذا من خلال طريقة تعرف باسم plasmapheresis، يتم سحب الدم من الوريد إلى جهاز للطرد المركزي ثم يقوم الجهاز بفصل البلازما عن مكونات الدم الأخرى.

وجدير بالذكر أنه ليس لكل الأشخاص إمكانية التبرع بالبلازما فالتبرع قاصر على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 69، أصحاب الوزن أقل من  110 ، أيضا الأشخاص الذين لم يتبرعوا بالبلازما في آخر 28 يومًا، حيث تسمح تلك الفترة لجسم المتبرع بالشفاء وإصلاح نفسه.

بلازما  الدم وكورونا:

بعد تجارب ودراسات معملية كثيرة حصلت الوكالة الأمريكية للأدوية والعقاقير على الضوء الأخضر لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا بـ"البلازما" التي تحتوي على مضادات حيوية من أجل العمل على تقوي المناعة، ومن هنا  بدأت المستشفيات الأمريكية تكثيف حملات التبرع خوفا على صحة المرضى المصابين.

وقد سجلت أول حالات شفاء بين المصابين بعدوى فيروس "COVID-19" عن طريق استخدام بلازما دم محملة بالأجسام المضادة لأشخاص تعافوا من الوباء، وبدأت عدة دول في استخدامه مثل فرنسا  وإيطاليا وغيرهما في محاولة لوقف انتشار الفيروس، وقد كثفت مراكز التبرع بالدم في جميع الولايات المتحدة الجهود المبذولة لجمع "البلازما" من الأشخاص الذين تعافوا من الفيروس.

 وهي جزء من الدم السائل تتركز فيه الأجسام المضادة بعد مرض ما، لعلاج المصابين بفيروس كورونا، خاصة منهم أولئك المصنفين في حالة خطرة.

ويشترط لصحة النبرع من المتعافين كما يقول الأطباء أن يكون شفي نهائيًا ثم ينتظر 14 يومًا قبل تبرعه، بشرط أن يكون جسمه في الوقت نفسه خاليا من جميع الأمراض المعدية كاللإيدز (السيدا) وأمراض الكبد الخطرة.

حكم  التبرع ببلازما الدم:

بعد إعلان وزارة الصحة المصرية نجاح تجربة حقن المصابين بفيروس "كورونا" ببلازما المتعافين من الفيروس لعلاج الحالات الحرجة، ودعوة المتعافين إلى التبرع بالدم، أعاد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية نشر فتواه التي تبين الرأي الشرعي في الممتنع عن التبرع بالدم وهو في حالة تسمح له طبيا بذلك.

وحث "الأزهر للفتوي" المتعافين من الإصابة بـ فيروس كورونا علي التبرع بالبلازما واصفا هذا الأمر بالواجب الشرعي الذي يأثم الممتنع عنه باعتباره عاملا مهما في مساعدة المواطنين علي تجاوز هذا الوباء.

وقال المركز في منشور له على صفحته الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك": في ظلِّ سّعي البشريّة الدؤوب؛ للوصول لعلاج أو لقاح يُنهي أزمةَ جائحة فيروس كورونا، ويخفِّف آلام المُصابين به؛ دعت الأجهزة الطَّبية المُتعافين من هذا الدّاء للتَّبرع ببلازما دَمِهِم لمساعدة المُصابين؛ سيَّما الحالات الحرِجة منهم؛ نظرًا لما تحتوي عليه بلازما المُتعافي من أجسام مُضادَّة للفيروس قد تُسهِم بشكل كبير في تحسن تلك الحالات؛ خاصّة مع الشَّواهد البحثيَّة في العديد من دول العالم.