فقدت مصر اليوم الشهيد السبعين من الأطباء في إطار التضحيات التي يقدمها أصحاب الزي الأبيض في مواجهة جائحة كورونا حيث بذل أطباء مصر وأبناء دار الحكمة الغالي والنفيس في إطار مواجهة هذا الفيروس القاتل وإلحاق الهزيمة بهم مهما كلفهم هذا من تضحيات .
الشهيد رغم 70 الذي قدمه أطباء مصر اليوم هو الدكتور محمد حشاد طبيب الأطفال الذي قدم روحه فداء لمصر وسعيا لعلاح أبنائها سواء أطفالهم أو كبارهم في ظل توسيع صلاحيات جميع أطباء مصر ليشاركوا علي قلب رجل واحد في مواجهة الجائحة القاتلة.
طبيب الأطفال حشاد الذي فقدناه اليوم له من تخصصه في طب الأطفال نصيب فقد كان الفقيد يتمتع بقلب طفل وعاطفة جياشة وحنو فياض كالنهر المتدفق استعمله طوال سنوات عمله في معالجة مشاكل الأطفال والتخفيف من آلامهم ناهيك عن تمتعه بحزمة من القيم الأخلاقية الراقية التي دفعته لتخطي أصعب الظروف لتقديم البسمة لفلذات الأكباد.
الجانب الإنساني كان واضحا ومهيمنا علي شخصية الدكتور حشاد حيث لم يكن يدخر جهدا في إسعاد الناس ليس فقط بتخفيف آلام الأطفال بل كان حريصا علي الحد من متاعب ذوي هؤلاء الأطفال حيث كان يتدخل لدي زملائه لجمع أموال منهم لتطوير عيادة الاستقبال وشراء كراسي ومرواح و مستلزمات طبية ولبن للأطفال وكل اللوازم للتخفيف من متاعب المرضي وذويهم.
طبيب الغلابة وهو لقب كان يطلقه أصدقاء الدكتور حشاد عليه كانت اسما علي مسمي فهو لم يكن بحسب رفيق دربه الدكتور جمال شعبان يملك عيادة في أحد الأحياء الراقية أو في مول في التجمع ولا يمتلك سيارة فاخرة ولا يسكن في كمبوند خاصة بنخبة بل كان كل همه في الحياة مسح دمعة طفل أو تخفيف آلامه أو رسم بسمة أمل علي وجنيته
مناقب الشهيد رقم 70لجائحة كورونا ومميزاته لم تتوقف عند هذا الحد فهو لم يكن يكتفي بتخفيف آلام الأطفال ولكنه لم يكن يترك فرصة لإتاحة أفضل فرصة لعلاج الأطفال الإ وأقدم عليها حيث لم يكن اصدقاء حشاد يستغربون عندما كان يرتدي ثوب السباك ويحاول إصلاح صنابير المياه في المستشفي الحكومي الذي يعمل به أو يعتلي أسقف المستشفي لإصلاح مصابيح الكهرباء حيث كان همه الكبير توفير كل سبل العلاج لأطفال مصر في أجواء مناسبة تخفف همهم وتفرج كربهم .
الدكتور حشاد بقدر رقة قلبه وعطقه اللامتناهي علي الأطفال والمرضي كان يحمل قلب مقاتل شرس في مواجهة المرض والعمل علي استئصاله حيث كان يردد في أصعب الأوقات قوله المعتاد :إن جائجة كورونا أو أي ظروف مهما كانت قهرية لن تحول بين الأطباء وبين القيام بواجبهم المقدس في تقديم أفضل سبل العلاج للمصريين بل كان يحث زملاءه ليلا ونهارا علي بذل أقصي جهدا من أجل تخفيف آلام الناس الغلابة وفق تعبيره
الدكتور محمد حشاد شهيد كورونا رقم 70لم يكن يسره أمر في الحياة بقدر سماعة دعوة من احد الناس الغلابة حيث كان هذه تتجاوز في قيمتها عنده قلادة النيل أو نجمة سيناء لذا كان همه الأول العمل علي تخفيف آلام الناس والعمل علي بذل الجهد ليتجاوزا محنة فيروس كورونا ويعود واالي منازلهم ويلتئم شمل أسرهم .
في ظل الحرب المقدسة التي شنها الدكتور حشاد علي فيروس كورونا تعرض لإصابة لعينة بالفيروس القاتل ويبدو أن قلبه الرقيق وانسانيته اللامتناهية لم تفلح في مواجهة هذه الجائحة القاتلة حيث نقل إلي جوار ربه تاركا لأطباء مصر نموذجا يحتذي في قيمة الايثار والاخلاق الرفيعة وضرورة الوفاء بقسم ابيقراط وتقديم الغالي والنفيس لرؤية ابتسامة علي وجنة الغلابة
الأطباء واصحاب المعاطف البيضاء لهم اليوم أن يشعروا بالحزن كما لم يشعروا به من قبل فقد فقدوا إنسانا في المقام الاول وطبيا مقاتلا لم يكن يألوا جهدا في مواجهة المرض بكافة اشكالة سواء كورونا أو أي داء عضال أخر
الشهيد رقم سبعين لكورونا كان كما يؤكدزملاؤه ورفاق دربه ضيف خفيفا علي الدنيا حضراليها في هدوء وغادرها في هدوء مماثل وحمل إلي قبره وهو متوشح بأعظم وسام هو دعوات الغلابة الذين كان يعشقهم ويري أنه الأولي لبذل كل جهد لإسعادهم ورسم البسمة علي شفاههم مترقبا نيل الجائزة الكبري من الله وهي الجائزة الوحيدة التي ينتظرها طبيب كان يمتلك قلب طفل وعقل وجسد مقاتل شرش واجه الفيروس القاتل والداء العضال بكل بسالة .
من جانب أخر نعت النقابة العامة للأطباء، بمزيد من الحزن والأسي الشهيد الدكتور محمد حشاد أخصائي الأطفال، الذى توفى إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، سائلين المولى أن يتقبله من الشهداء ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الصبر والسلوان.