تقول الروائية التركية الشهيرة إليف شفق: «إن البقاء معي أمر صعب ، فأنا لا أعطي إلا القليل لكنني أُعطي أشياءً حقيقية.. أشياءً لا تغادرك حتى وإن غادرتني»..
نعم.. من اللحظات الصعبة جدًا على كل إنسان على الرغم من صدقها .. لحظة تعترف فيها أنك لم تعد قادرًا على العطاء إلا القليل .. ليس لأنك تفكر في نفسك وفقط.. أو أنك طوال حياتك إنسان أناني .. كما أنه ليس السبب أنك استنفذت جدًا، وكأنك أنهيت كل ما لديك وكل ما تستطيع تقديمه.
أنت أُستنفذت فعلاً .. لكن استنفاذك هذا كان سببًا رئيسيًا في أنه غيَر معاني العطاء بداخلك .. أصبح عطاء له طبيعة خاصه .. عطاء أهم ما يميزه .. ( الأثر )
لكنه على الرغم من عمقه وصدقه وقوته وتأثيره .. سيكون قليلاً رغمًا عنك !.. والأصعب من هذا.. اعترافك على الرغم من قسوته أن استمرار البقاء معك .. صعب وليس بسيط!
اظهار أخبار متعلقة
معنى العطاء
بداية.. عليك أن تدرك ما هو المعنى الحقيقي للعطاء؟.. أن تعي تمامًا أن كل ما تستطيع تقديمه، وإن كان لا تملك سواه، تمنحه دون غضاضة نفس، فهذا هو العطاء.. لكن حينما تتوقف عن ذلك.. فهذا هو العجز والعياذ بالله.
لذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله عز وجل من قهر الرجال.. وما يقهر الرجال أكثر من إحساسه بالعجز وعدم البذل والعطاء!
لذلك كان أحب الأعمال إلى الله تعالى هو تفريج الكرب كما جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كربًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا».. فإذا عجزت عن ذلك، وشعرت به، فاعلم أن قلبك مازال ينبض بحب الله، لكن الشعور بالعجز عظيم.. فاسأل الله دائما أن يرفعه عنك وعن كل الناس.
اقرأ أيضا:
"حنية الله".. اتجه إليه ولن يخيب رجاؤك فيه أبدًاكن كعطاء الرسول
الإسلام لم يترك لنا أمرًا إلا وعلمنا إياه، والعطاء والمنح كانتا السمتين الأساسيتين في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم لا وهو الذي صنف أعظم صور العطاء في قوله: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
إذن بأقل القليل ساعد من تحب ومن تستطيع مساعدته، حينها تشعر بالقوة الكاملة.. لكن إن امتنعت يومًا عن مساعدة الغير، سيأتي عليك يوم ولا تستطيع أن تساعد أحد.. وهذا هو الشعر بالعجز.. نسأل الله تعالى ألا نقع فيه أبدًا.