ما حكم قول عبارة " فلان يسبح بحمد فلان" حيث تقال هذه العبارة كثيرا في مواقع التواصل، وقد قلتها مرة، وأخاف أن أكون قد وقعت في أمور كفرية؟ وإذا كان قولها كفرا، فماذا علي أن أفعل؟
الجواب:
تؤكد لجنة الفتوى بـ"سؤال وجواب" أنه لا يجوز إضافة
التسبيح لغير الله تعالى وقد نص أهل العلم على أن التسبيح لا يجوز إضافته لغير الله تعالى، ولا يصح أن يسبح سواه ، ولا يعرف هذا في إطلاقات أهل الإسلام، ومجاز لغاتهم.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: " التسبيح: التنزيه من السوء على وجه التعظيم، فلا يُسبَّح غير الله تعالى؛ لأنه قد صار مستعملاً في أعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها سواه"
ويتأكد المنع من ذلك إذا كان يقرنه بالحمد ، كما هو وارد في السؤال، فإن أحدا من الخلق لا يستحق أن يسبح بحمده، بل الله جل جلاله: هو مولي النعمة، وهو المستحق للحمد، وحده سبحانه، وإنما يحمد الخلائق، بما أذن سبحانه، لا بضرب الأمثال، ولا إطلاق الثناء المستحق له سبحانه، على من سواه.
غير أنه لا يظهر لنا أن مجرد إطلاق هذه العبارة: مما يقتضي كفرا لقائلها؛ فإن مراد الناس بذلك: أنه يلزم شكره والثناء عليه، غير أنه بالغ في ذلك، وأطلق من القول ما له إطلاقه على غير الله، وغايته أن يكون من الشرك اللفظي، كما في قول: ما شاء الله وشئت، ونحو ذلك مما منع منه الشر
وبكل حال، فالاحتياط الامتناع عن مثل هذه الإطلاقات، والتحرز منها قدر الطاقة ؛ فقد جاء الشرع مؤدبا للعباد : أن يتخيروا ألفاظهم، ويحسنوا المنطق، مع حسن القصد؛ فليس يكفي أن يكون قصد القائل حسنا نبيلا؛ حتى يتخير له اللفظ النبيل الحسن المقبول في الشرع.
قال الله تعالى:( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا(
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباد الله المؤمنين، أن يقولوا في مخاطباتهم ومحاوراتهم الكلام الأحسن والكلمة الطيبة؛ فإنه إذ لم يفعلوا ذلك، نزغ الشيطان بينهم، وأخرج الكلام إلى الفعال، ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة، فإن الشيطان عدو لآدم وذريته من حين امتنع من السجود لآدم، فعداوته ظاهرة بينة.
الحاصل:
لا يظهر لنا أن مجرد إطلاق عبارة " فلان يسبح بحمد فلان" : مما يقتضي كفرا لقائلها؛ فإن مراد الناس بذلك: أنه يلزم شكره والثناء عليه، غير أنه بالغ في ذلك، وأطلق من القول ما له إطلاقه على غير الله، وغايته أن يكون من الشرك اللفظي، كما في قول: ما شاء الله وشئت، ونحو ذلك مما منع منه الشرع . فالاحتياط الامتناع عن مثل هذه الإطلاقات، والتحرز منها قدر الطاقة ؛ فقد جاء الشرع مؤدبا للعباد : أن يتخيروا ألفاظهم، ويحسنوا المنطق، مع حسن القصد؛ فليس يكفي أن يكون قصد القائل حسنا نبيلا؛ حتى يتخير له اللفظ النبيل الحسن المقبول في الشرع.