تعد الأذكار وسيلة رائعة لكسب الحسنات ورفع الدرجات وهي وسيلة سهلة وغير مكلفة غير أن الله تعالى يحب من يذكره. ومن أفضل الذكر الاقتصار على الصيغ الواردة في القرآن والسنة فلها أجر عظيم وثواب كبير ولذا أتى الحث عليها بل وفي بعض الأحاديث
الذكر بعدد معين وكل هذا مطلوب الاقتصار عليه وعدم تحريفه بزيادة او نقصان رجاء نيل الأجر والثواب الوارد في الحديث.
باقة من الأذكار النبوية:
مما ورد في ثواب الذكر ما روي عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ) رواه مسلم، وفي رواية له: أَنَّهُ قَالَ: ( سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ .
الاقتصار على ما ورد باللفظ والعدد:
يقول ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" فالمهم أنه ينبغي لنا أن نحافظ على هذا الذكر.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
"
الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كاملة من كل وجه، فإذا كان المشروع للعاطس أن يقول: الحمد لله فقط، فليقتصر الإنسان عليها.
ويضيف: فإذا زاد عليها ، نظرنا : إن كان يرى أن الزيادة عليها أفضل ؛ فهذا مبتدع.
وإن كان يرى أن هذه الزيادة من باب الجائز، ويفعلها أحيانا: فهذه ليست ببدعة، لكن الأولى المحافظة على ما جاءت به الشريعة من الأذكار، سواء في أذكار السلام أو العطاس أو غير ذلك، فإنه أفضل وأولى وأكمل ".
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء":
" الأصل في
الأذكار وسائر العبادات الوقوف عند ما ورد من عباراتها وكيفياتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لما رواه البخاري وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ، فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ.
قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ .
فأبى النبي صلى الله عليه وسلم على البراء بن عازب أن يضع كلمة: ورسولك، مكان كلمة: ونبيك، في الذكر والدعاء عند النوم.
فالذي ينبغي هو الاقتصار على اللفظ النبوي ، فهو أفضل ، وأكمل .
كيف نحافظ على الأذكار؟
وقد يكون الثواب فيه مترتبا على تلك الكلمات المذكورة بعينها – كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله - ؛ فإذا بَدَّل الذاكر أو غَيَّر لفظا بلفظ من عنده : خشي عليه أن يحرم الثواب المذكور في الحديث.
ولكي تحافظ على الأذكار تعرف على فضلها وفرغ لها وقتا لا تكون فيه منشغلا واعمل عقلك فيما تردد فالذكر مع الفكر يرفع قدرك ويعلي منزلتك بحيث لا يكون لسانك ذاكرا والقلب لاهيا.