بقلم |
عمر نبيل |
الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 - 10:23 ص
لاشك أن شعور الفراق قاس جدًا.. ولاشك أيضًا أن الدنيا موحشة جدًا دون الأحبة.. فما بال من فقد أمه، من انخلع فؤاده، وانسحبت روحه.. تلهينا الحياة وتأخذنا دوامتها، نظن بأننا نتجاهل الوجع، ولكن كل صباح نستيقظ على أن عقارب الزمن لم تبارح موضعها عن ذلك الوقت الذي حدده القدر لتنتهي رحلة من كانت شفاء أرواحنا، وبلسم عمرنا، وظلنا الظليل.. مَن كانت ربيع الحياة، ولون الزهور، ونبع للحنان يسيل
لكل منا تاريخ، ليس يومًا عاديًا في حياتنا، بل تاريخا فاصلا ليس ما قبله كما هو بعده.. معها كانت الحياة وما دونها العدم.. يرقد جسدها بين القبور الهادئة، أما طيفها فهو يحيطنا من كل جانب.. فرحم الله قلوباً رحلت ولم تنسى، وجبر الله قلوباً اشتاقت فدعت، اللهم طيب ثرى أمهاتنا وأكرم مثواها، وإجعل الجنة مستقرها ومأواها.. وكل أمهات المسلمين يارب العالمين.
مكانة الأم
لاشك أن الأم هي أعظم إنسان، فهي مصدر السعادة والتفاؤل والأمل في هذه الحياة، بوجودها تحلو الحياة في عيون من حولها، ولكن ليس على الإنسان الفرار من القدر وهو الفقد لذلك علينا أن نقدر هذه النعمة بطاعتها والإحسان إليها قبل فقدها.. فالأم لا يمكن تعويضها أبدًا، ومن أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصة رجل جاء إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك».. فإذا كانت الأم هي النفس الذي يتنفسه الإنسان، فكيف بنا نعيش بدونها، لكن مع أن الحياة تنتهي بعدها، لكن هل انتهت على الابن ألا يبر أمه.. بالتأكيد لا.. فهي البداية.
بر الأم
من أفضل أعمال البر بعد وفاتها، أن يخرج الابن عن أمه صدقة جارية، أو يحافظ على الدعاء لها طوال الوقت، فهكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «لا ينقطع عمل ابن آدم بعد وفاته إلا من ثلاث.. وذكر منها وولد صالح يدعو له»، أيضًا لو لم تكن الأم أجرت الحج والعمرة، فعلى الابن أن يقوم بأداء الحج والعمرة نيابة عنها، وهذا يجوز، لكن بالتأكيد بعد أن يفرغ هو من أداء الفرض.. أيضًا على الابن أن يراعي أهلها ويبرهم، وحتى أصدقائها، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبر أهل زوجته خديجة رضي الله عنها، بعد وفاتها، فما بالنا بأهل وأصدقاء ومعارف الأم!.